أسوةً بتلك الغابة

أسوةً بتلك الغابة

03 أكتوبر 2016
"ليلك الماء"، عادل عبد الصمد/ الجزائر
+ الخط -

تتلبّسني شجرة
حتى أنَّ أطرافي تتساقطُ
كلّما عَصفت حربٌ في الجوار.

* * *

تتلبّسني شجرة
حتى أنَّ حريقًا في أيّما غابةٍ
يورثني يُتماً جديداً.

* * *

تتلبّسني شجرة
حتى أنَّ دورياتٍ كثيرةً
تعشِّشُ في جسدي
أما رأسي فقد استأثر بها زوجُ حمامٍ بريٍّ
ما انفكّ يصلّي على النبي
وثمّةَ دائماً كائناتٌ تطوفُ في عينيّ
وكائناتٌ تسعى.

* * *

لستُ حطّابَ مجازاتٍ
لستُ مُزارعَ استعاراتٍ
لست بصّاصاً على مِخيالِ الغابةِ
أنا شجرةٌ.. تلبَّـسها شاعرٌ.. تلبَّـسته شجرة.

* * *

لم أتقَّصَد إطالةَ انتظارِكِ
كنتُ أغافلُ المرضَ
ﻷصِلَ إليكِ بجسدٍ يانعٍ
وكنتُ أتحيَّنُ إغفاءةَ الحربِ
ﻷصِلَ إليكِ بجسدٍ كاملٍ
وها هو دونَـكِ
في ما يشبه هِبةً ربّانيةً
تلبّسيه.. وامضي بعيدًا في دروبكِ المشتهاةِ
بينما سأنزرعُ مكانَكِ
وأتخذُ هيئةَ شجرةٍ وأنتظر..
أسوةً بتلك الغابة.

* * *

ثمّةَ مناشيرُ كهربائيةٌ كثيرةٌ وهائلةٌ
تستعدُ لتقطيعِ سماواتِ أجدادي
أجدادي المأخوذين بسحر معلّقاتهم
وآبائي الساهمين في ليل تفاعيلهم
وأنا وحيد تماماً
وجسدي المُجرَّحُ ينزُّ صمغًا من كلّ الجهات
يا زياد العناني.. أينك؟


* شاعر فلسطيني أردني / عمّان

 

المساهمون