"ذاكرة أجيال": قرنٌ من الفن التشكيلي التونسي

16 مايو 2024
من المعرض
+ الخط -
اظهر الملخص
- في نهاية الأربعينيات، بدأت محاولات تشكيل هوية فنية تونسية تعكس الحياة اليومية والمشاهد الطبيعية في البلاد، ممهدة الطريق لظهور "مدرسة تونس".
- المعرض الدائم "ذاكرة أجيال 1894 - 2004" بالمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر يوثق تطور الفن التونسي عبر أكثر من قرن، مستعرضًا أعمال 170 فنانًا تنوعت بين الواقعية والاستشراق.
- يبرز المعرض تحولات الفن التونسي منذ الستينيات، مع التركيز على تجاوز مسألة الهوية واحتضان التجريب في الأساليب والتقنيات، ويعرض أعمال فنانين معاصرين تحرروا من المرجعيات البصرية السابقة.

في نهاية الأربعينيات، ظهرت أولى المحاولات الجادّة لتشكيل هوية تشكيلية تونسية من خلال مجموعة من الفنانين الذين نزعوا إلى تقديم الحياة اليومية البيوت والأسواق والشوارع المنتشرة في مدن البلاد من خلال الرسم والنحت والجداريات، والمنسوجات بأسلوب واقعي.

رغم محورية "مدرسة تونس" كما تمّت تسميتها، وحضورها البارز في تاريخ التشكيل التونسي، إلا أن بدايات الفن تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر وفق المعرض الدائم "ّذااكرة أجيال 1894 - 2004" الذي ينظّمه "المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر" في "مدينة الثقافة الشاذلي القليبي" بتونس العاصمة.

يغطّي المعرض مرحلة تمتدّ لأكثر من مئة عام من خلال أعمال مئة وسبعين فناناً، ويوثّق لمحطّات أساسية من تطوّر المشهد الفني يرصده القسم الأول الذي يضيء الأعمال التي قدّمها فنانون معظمهم أوروبيون خلال فترة الاستعمار الفرنسي، وبعض الفنانين التونسيين.

يرصد المعرض تطوّر المشهد منذ نهاية القرن التاسع عشر في أعمال مئة وسبعين فناناً

وتركّزت أعمال هؤلاء على رسم الطبيعة والحياة داخل المدن التونسية، ما يعكس بعداً استشراقياً، ومنهم ماريتا كالو وألكسندر روبوتزوف، وجينين فارزم، ورونيه بينو، وبيار بوشارل، وألكسندر فيشي، وآدمونت كوس، وهنري دبادي، ومارسيل ديكلواتر، وروبير هو، ونتاشا ماركوف، وآخرون.

في القسم الأول أيضاً، تعرض أعمال روّاد "مدرسة تونس" الذين نزعوا إلى الواقعية في تصوير المدينة والريف، وتطوّرت تجاربهم خلال الخمسينيات والستينيات حيث أصبح تجديد التراث وإعادة إحيائه همّاً لدى العديد منهم، حيث يشاهد الزائر أعمال يحيى التركي وعمر فرحات، وزبير التركي، وجلال بن عبد الله، وعبد العزيز القرجي، وعلي بلاغة، وحسن السوفي وإبراهيم الضحاك والهادي الترك، وكذلك فنانين في فترة أحدث مثل نجيب بلخوجة، الهادي السلمي ونجا المهداوي وحاتم المكي وعلي بن سالم.

من المعرض
من المعرض

"النزعات الحديثة" عنوان القسم الثاني الذي يضيء التيارات الفنية المختلفة الحديثة التي ظهرت منذ الستينيات، وشهدت تحولات عديدة أهمها تجاوز مسألة الهوية التي شغلت الجيل السابق، وبدأ التجريب يأخذ مساحات أكبر على مستوى الرؤى والأساليب والتقنيات. 

وتحضر أعمال عامر مقني، وجلال الكسراوي، والحبيب السعيدي، والهادي اللبان، ومجمد بن مفتاح، وعادل مقديش، وخليفة شلتوت، والهاشمي مرزوق، وعبد الحميد الحجام، ومحمد اليانقي، ورضا بالطيب، وعلي عيسى، وإبراهيم العزابي والناصر بالشيخ.

أما القسم الثالث فيضمّ عناوين فرعية عديدة منها "نحو تشخيصية جديدة"، و"تعديل للفضاء"، و"الأجيال المعاصرة"، وتتناول مرحلة أحدث تحرّر المنتمون إليها من العديد من المرجعيات البصرية السابقة، كما يقدّمها رؤوف قارة، وحاتم الغربي، وعلي الزنايدي، وعائشة الفيلالي، والحبيب بيدة، وسامي بن عامر، وفتحي بن زكور، وغيرهم.

ويحتضن المتحف أيضاً معرض "التراث الثقافي في عيون الفنانين التشكيليين" الذي افتتح الجمعة الماضي في رواق "مقام" بـ"مدينة الثقافة الشاذلي القليبي" في تونس العاصمة، ويتواصل حتى مساء بعد غدٍ الجمعة، في إطار فعاليات شهر التراث.
 

المساهمون