"ذا غارديان": المال مقابل الاحتجاجات المناهضة لزيارة أمير قطر

"هذا الإعلان ليس لإنتاج سينمائي أو تلفزيوني"، يشير إعلان من وكالة حجوزات لعروض تجارب الأداء بهدف جمع حشد إضافي، ويقدّم 20 جنيهاً إسترلينياً (26 دولاراً أميركياً)  للأشخاص المستعدين للمشاركة في التجمع لمدة ساعة، بحسب ما ذكرت الصحيفة، في تقرير، اليوم الثلاثاء.

ويقول الإعلان، وفق الصحيفة: "تبحث الشركة عن مجموعة كبيرة من الناس لملء المساحة خارج داونينغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء البريطانية) خلال زيارة رئيس قطر (كتبت كلمة قطر في الإعلان بشكل خاطئ Quatar وليس Qatar)، لن تضطر إلى القيام بأي شيء أو قول أي شيء، يريدون فقط ملء المكان".

ولفت دبلوماسي قطري، لـ"ذا غارديان"، إلى ما أقدمت عليه دول الحصار، منذ العام الماضي، ولجوئها إلى شنّ حرب إعلامية شرسة ومكلفة، ضد الدوحة، غالباً عبر جماعات الضغط والإعلان عبر الإنترنت، والتسريبات الانتقائية لصحافيين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.

وفي هذا الإطار، أوضح الدبلوماسي القطري الذي لم تسمّه الصحيفة، أنّ "دول الحصار لها تاريخ طويل في استخدام متظاهرين مدفوعي الأجر، لمحاولة تشويه سمعة أولئك الذين لا يتفقون مع آرائهم".

وأضاف: "على الرغم من محاولاتهم الأخيرة نشر أكاذيب حول قطر، فقد عززت زيارة سمو الأمير الشراكة التاريخية والاستراتيجية بين قطر والمملكة المتحدة".

وأقدمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، على قطع علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/حزيران 2017، وعمدت إلى فرض حصار بري وجوي وبحري على الدوحة، إثر حملة افتراءات واسعة.

وذكرت الصحيفة أنّ الوكالة ما لبثت أن تراجعت وقامت بسحب الإعلان، وقالت إنّها لا تريد أن تتورط في تقديم حشود إضافية لهذا الحدث، والذي تم ترتيبه ليتزامن مع وصول أمير قطر للقاء رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

وقال متحدث باسم الوكالة: "مع تلقّي مزيد من المعلومات حول هذا الحدث، الأمر الذي تم للأسف بعد وصول الإعلان المعروض إلى فنانينا، بدأنا نفهم ما الذي كان الموكل يبغيه من فنانينا والحدث المعني".

ورفضت الوكالة تحديد هوية موكلها، بحسب ما ذكرت الصحيفة، لكنّها قالت إنها تراجعت عن إعلانها عندما أدركت أنّ الحدث سيشمل انخراط الحشود الإضافية في احتجاجات خارج بوابات داوننغ ستريت.

ولفتت الصحيفة إلى تقارير منفصلة، أشارت إلى تلقي مشاركين أموالاً مقابل المشاركة في تظاهرة معادية لقطر، خارج البرلمان البريطاني، بعد ظهر أمس الإثنين.

ولوّح المشاركون في التظاهرة بلافتات تشير إلى مزاعم بأنّ قطر دفعت ما يصل إلى مليار دولار لمجموعات إرهابية كفدية، مقابل إطلاق سراح 28 شخصاً كانوا في حفل صيد ملكي واختطفوا في العراق.

واعتبرت "ذا غارديان"، أنّ "الإعلان يثير تساؤلات حول التأثير المتنامي لأموال الخليج في المملكة المتحدة، مع الصراع السياسي المستمر بين قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية".

وأشارت إلى أنّ الإعلان يأتي أيضاً بعد اتفاق مع "ذا إندبندنت" لترخيص علاماتها التجارية كشركة نشر لها روابط وثيقة مع الحكومة السعودية، من أجل إنتاج نسخ من منشوراتها مخصصة للشرق الأوسط.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ سلسلة من الإعلانات المناهضة لدولة قطر، ظهرت على لوحات الإعلانات حول لندن، بينما أبرزت إعلانات أخرى ادعاءات ومزاعم حول معاملة العمال المهاجرين، وسجلها في حقوق المثليين، واستمرار وجود نظام ملكي.

وذكرت الصحيفة أنّ بعض هذه الاحتجاجات، حضرها رجل الأعمال القطري خالد الهيل المقيم في بريطانيا، وكان قد نظم من قبل مؤتمراً في لندن، لمن يصفها بـ"المعارضة القطرية" ضم متحدثين مأجورين؛ مثل الوزير السابق في الحكومة البريطانية إيان دنكان سميث، والصحافي في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" جون سيمبسون.

كما ارتبط اسم الهيل بمؤتمر حول كرة قدم، ذي ميزانية عالية يدعي مكافحة الفساد في الرياضة، حضره عضو حزب "المحافظين" داميان كولينز ولاعب كرة القدم لويس ساها، وركّز على انتقاد قرار منح قطر حق استضافة بطولة كأس العالم 2022.

وتعرّض عرض قطر الناجح لاستضافة البطولة، بحسب ما ذكرت "ذا غارديان"، لادعاءات على نطاق واسع بالفساد، وسوء ظروف العمال الذين يقومون ببناء الملاعب.

وأشارت الصحيفة، إلى أنّ شبكة "الجزيرة" الإخبارية كانت قد أوردت، في السابق، تقارير عن دفع مبالغ مالية للاحتجاج ضد قطر، خلال فعاليات في ألمانيا.