تحذيرات مصرية لإسرائيل من التسرّع في العملية العسكرية في رفح

تحذيرات مصرية لإسرائيل من التسرّع في العملية العسكرية في رفح

04 ابريل 2024
مهجرون برفح الفلسطينية، مارس الماضي (هيثم عماد/Epa)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مصر تحذر إسرائيل من التسرع في العملية العسكرية برفح، خلال مباحثات شملت ممثلين عن الشاباك، الموساد، والجيش، مع التركيز على الترتيبات الأمنية والخلافات حول النازحين.
- القاهرة تعبر عن قلقها بشأن تأمين ملاذات للنازحين وتؤكد على صعوبة توفيرها في الفترة القصيرة، مشيرة إلى جهودها في تأمين الحدود ومنع التهريب.
- مصر تطالب بحماية اللجان العشائرية وتثبيت سلطة فلسطينية بغزة، بينما ترفض السلطة الفلسطينية قوات حفظ سلام بعد الحرب، مع تشكيك مصر في جدوى المفاوضات مع إسرائيل.

كشفت مصادر مصرية مطلعة على جهود القاهرة بشأن ملف الأوضاع في قطاع غزة، عن توجيه مصر تحذيرات لإسرائيل من التسرع في العملية العسكرية في رفح جنوب القطاع، وذلك خلال الاجتماعات التي أجراها وفد إسرائيلي ضم ممثلين عن جهازي الشاباك والموساد إضافة إلى الجيش، على مدار ثلاثة أيام في مصر، قبل أن يغادر القاهرة مساء أول من أمس الثلاثاء.

مباحثات حول عملية رفح

وقال مصدر مصري، لـ"العربي الجديد"، إن "المباحثات التي ركزت بشكل رئيسي على العملية العسكرية الواسعة المرتقبة لجيش الاحتلال بمدينة رفح الفلسطينية، والترتيبات الأمنية على الحدود بين شمال سيناء وغزة، شهدت تبايناً وتباعداً كبيرين في الرؤى بين القاهرة وتل أبيب، بشأن الإجراءات الاحترازية المتعلقة بالنازحين في المنطقة المستهدفة، والذين تتجاوز أعدادهم 1.3 مليون نازح".

مصدر مصري: المناقشات كشفت عن تسارع التوجه الإسرائيلي لاجتياح رفح برياً

وبحسب المصدر، فإن المناقشات "كشفت عن تسارع التوجه الإسرائيلي لاجتياح رفح برياً، دون تجهيز تصور يراعي المخاوف المصرية في المقام الأول، والمخاوف الدولية بشأن المدنيين". وأوضح أنه "ظهر من مناقشات الوفد، أن عملية الاجتياح قد تكون قبل نهاية الشهر الحالي، وربما في النصف الثاني منه"، مضيفاً أن "المسؤولين في القاهرة أكدوا أنه أمر مستحيل في ظل صعوبة توفير ملاذات آمنة للنازحين والمدنيين خلال تلك الفترة القصيرة".

تقارير عربية
التحديثات الحية

بموازاة ذلك، قال المصدر المصري، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، إن "المسؤولين في القاهرة خلال اجتماع فني مع الوفد الإسرائيلي، استعرضوا مجموعة من الإجراءات التي نفذتها الأجهزة المصرية في محافظة شمال سيناء بطول الشريط الحدودي، والتي تضمنت حملات تفتيش ومداهمة لنقاط بالشريط الحدودي، للتأكد من عدم تنفيذ أية عمليات تهريب".

وأوضح أن المسؤولين المصريين "استعرضوا كذلك تصويراً جوياً لطائرات مسيرة مصرية للشريط الحدودي والمنطقة العازلة التي تقدر بنحو 5 كيلومترات ومحيطها السكني، يؤكد خلوها من أية أعمال مشبوهة". ولفت المصدر نفسه إلى أنّ "المسؤولين المصريين، أكدوا مجدداً على المسؤولين في الشاباك، ضرورة التوقف عن استهداف اللجان العشائرية في الجنوب ورفح في الوقت الحالي، والمسؤولة عن تأمين وتنظيم عملية توزيع المساعدات".

طالبت مصر بضرورة التوقف عن استهداف اللجان العشائرية المسؤولة عن تأمين وتنظيم عملية توزيع المساعدات

وأشار إلى "اجتماعات بقيادات قبلية فلسطينية، كانت قد عقدت في القاهرة قبيل وصول الوفد الإسرائيلي، جرى خلالها التوافق على ضرورة ضمان مصر عدم استهداف إسرائيل أبناء العشائر، والذين لا تربطهم صلات تنظيمية بحركة حماس ويتحركون فقط من منطلق واجب وطني تجاه أبناء شعبهم".

وشدد المصدر على أن "القاهرة أبلغت كل الأطراف الدولية والإقليمية ذات الصلة بالأزمة، أن حماية أمن الحدود والمساعدة في تثبيت سلطة فلسطينية في قطاع غزة، هو أقصى ما يمكن أن تفعله، خاصة في ظل الحديث عن خطط أميركية إسرائيلية، لإشراك مصر في عملية مستقبلية لإدارة قطاع غزة، سواء عن طريق الحكم المباشر، أو الاشتراك في تشكيل قوات حفظ سلام داخل القطاع تشرف على إدخال المساعدات، لا سيما التي ستأتي عن طريق الميناء الأميركي، وتوزيعها على سكان غزة".

رفض قوات حفظ سلام 

وفي السياق، أكد المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير رخا أحمد حسن، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "السلطة الفلسطينية، رفضت تشكيل أي قوات حفظ سلام في غزة بعد انتهاء الحرب، وتتمسك بتسليم السلطة في غزة لها، وليس لأي جهة أخرى. وأعلن الفلسطينيون أنهم سيعتبرون وجود أي قوات أجنبية في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية، قوة احتلال يجب مقاومتها".

إلى ذلك، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير عبد الله الأشعل، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا فائدة مرجوة من وراء جولات المفاوضات المتعددة، لأن الاحتلال يعلم جيداً، أنه مهما كانت خسائره، سيمضي قدماً في خطته للقضاء على حماس، لأن ذلك ضروري من وجهة نظره لحماية وجود إسرائيل". وأضاف أن "حماس تفهم ذلك جيداً، وتعلم أن إسرائيل تريد القضاء عليها، ولذلك لا فائدة من وراء المفاوضات".