"دايملر" تطلق طراز 2021 الكهربائي بالكامل "مرسيدس إس"

مرسيدس إس 2021
06 سبتمبر 2020
+ الخط -

لعقود من الزمن، حدّدت الفئة "إس" S من سيارات "مرسيدس" المعيار الذهبي في سيارات السيدان الفاخرة، حيث كانت المركبة المفضلة لدى كبار رجال الأعمال ورؤساء الدول. لكن نظراً لأن المزيد من المستهلكين ينجذبون نحو سيارات الدفع الرباعي والسيارات الكهربائية التي تحدّد أحدث التقنيات، توجّب على شركة "دايملر إيه.جي" Daimler AG إثبات أن ريادتها لا تزال قائمة في سباق المنافسة.

ولذلك، تحاول الشركة من خلال الإصدار الجديد من الفئة "إس"، الذي أطلقته الشركة العملاقة الألمانية الأربعاء الماضي، إرضاء الأذواق القديمة والجديدة، حيث إنها لا تُقدّم فقط متغيّر الاحتراق عالي الطاقة، بل أيضاً نسخة هجينة محسّنة، وللمرة الأولى، ستُباع المجموعة التي تعمل بالكهرباء بالكامل اعتباراً من عام 2021.

وعلى الرغم من أصولها التي تعود إلى خمسينيات القرن العشرين، لا تزال الفئة "إس" تجني أموالاً طائلة لشركة "دايملر"، ولا سيما في الصين، حيث تبيع الشركة أكبر كمية من أغلى طراز، وهو "مايباخ" Maybach، أكثر من أي بلد آخر في العالم.

ولطالما حاول المنافسون "بي.إم دبليو" BMW AG و"أودي" Audi من "فولكسفاغن إيه.جي" Volkswagen AG الحصول على شريحة أكبر من السوق، لكنهما لم يتمكنا من كسر هيمنة "دايملر" تماماً.

ومن الصعب أن تكون مخاطر الإصدار الأخير من النموذج أعلى. إذ تُنفق شركات صناعة السيارات التقليدية مليارات اليوروات في "كهربة" أساطيلها، بينما لا تزال تعتمد على السيارات التي تعمل بالاحتراق من أجل تحقيق الأرباح. فشركة "تسلا" التي تبيع منتجاً منافساً في طراز "إس" S سيدان، تجاوزتها لتصبح شركة السيارات الأكثر قيمة في العالم إلى حد بعيد، متجاهلة أعمق ركود صناعي منذ عقود بسبب جائحة فيروس كورونا.

المستشار لدى شركة "آرثر دي. ليتل جي.إم.بي.إتش"، رومان ماتيسيك، قال لشبكة "بلومبيرغ" الأميركية: "يجب أن تكون الفئة إس S الجديدة أفضل سيارة في العالم من جميع النواحي. في الوقت الحاضر، أصبح الأمر أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، حيث تحتاج جميع ميزات السيارات التقليدية الفاخرة والصقل إلى المزج بذكاء مع أوراق اعتماد بيئية متطوّرة ووظائف اتصال ووظائف مستقلة".

ويأتي الطراز الهجين مزوداً بنطاق بطارية محسّن يبلغ 100 كيلومتر (62 ميلاً)، وتتميز السلسلة ببرنامج يتيح القيادة الذاتية من المستوى الثالث، بما في ذلك تغيير المسار بمساعدة وآلية تحافظ على السيارة على مسافة آمنة من المركبات الأخرى.
وتعمل "تسلا" Tesla الأميركية على تسويق تكنولوجيا القيادة الذاتية الخاصة بها بقوة، حيث قال رئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، إن الشركة على وشك تحقيق متطلبات القيادة الذاتية بالكامل- أو المستوى الخامس- هذا العام.

وتضاعفت أسهم "تسلا" 5 مرات هذا العام، مما قيّم الشركة بـ464 مليار دولار، في حين أن "دايملر"، صانعة سيارات "مرسيدس" الفاخرة الأكثر مبيعاً في العالم وأكبر منتج للسيارات التجارية من حيث الإيرادات، تبلغ ثروتها 55 مليار دولار.

المحلل في "جيفريز"، فيليب هوشوا، قال في تقرير إن فجوة التقييم بين "تسلا" ونظيراتها "ستظل واسعة، أو أوسع، حتى يكون لدى شركات صناعة السيارات أعمال قابلة للاستمرار في مجال السيارات الكهربائية"، ويمكن حينها أن تبدأ في التخلص من الأصول القديمة.

وبعدما أدى تفشي فيروس كورونا إلى إغلاق المصانع وصالات العرض، وسّع الرئيس التنفيذي لشركة "دايملر"، أولا كالينيوس، حملة إعادة الهيكلة لاستعادة الأرباح.

وبينما حافظت "مرسيدس" على ريادتها في المبيعات متقدمة على "بي.إم دبليو" و"أودي" في السنوات الأخيرة، تدهورت الأرباح الأساسية بسبب التكاليف التنظيمية وتضخم النفقات للتكنولوجيا الجديدة وضعف الكفاءة.

وتخطط الشركة المصنعة التي تتخذ من شتوتغارت مقراً، لإلغاء أكثر من 15 ألف وظيفة في جميع أنحاء العالم، وتعهّد كالينيوس بالتركيز أكثر على السيارات الفاخرة الأكبر، مثل الفئة "إس" S أو سيارات الدفع الرباعي "جي.إل.إي" GLE SUV من أجل زيادة العائدات.

المحلل لدى مصرف "بانكهاوس ميتزلر"، يورغن بيبر، قال إن الدفاع عن وجود "دايملر" القوي في قطاع السيارات الفاخرة عبر التحوّل المتسارع نحو السيارات الكهربائية سيكون مفتاحاً للمصنّعين الألمان للمنافسة في المستقبل.

وقال بيبر إن "من المثير للاهتمام أن نرى أنه بعد سنوات من الجهود المختلفة لتصبح الشركة أكثر كفاءة، يبدو أن كالينيوس وفريقه الجديد بدأوا في تغيير الأشياء من الصفر".

وتشهد سوق السيارات الكهربائية في الصين منافسة شرسة تخوضها الشركات، ولا سيما "تسلا" التي دفعتها المزاحمة إلى تخفيض دفعة الإيداع إلى 143 دولاراً فقط، بعدما جعلت تخفيضات الدعم الحكومي بعض المركبات الكهربائية أغلى سعراً من غيرها.

فقد خفضت الشركة الإيداع الذي يضطر المشترون في الصين إلى دفعه سلفاً على سياراتهم، سعياً للحفاظ على زخم المبيعات في مواجهة المنافسة المحتدمة وتخفيضات الدعم الحكومي للمركبات الكهربائية.

وقال ممثل الشركة في الصين إن "تسلا" أصبحت تطلب الآن وديعة غير قابلة للاسترداد تبلغ قيمتها 1000 يوان تعادل 143 دولاراً على كل سيارة من طراز "3 سيدان"، والموديل الرياضي المتعدّد الأغراض "إكس" X وموديل "إس" S.

المساهمون