بدأت فصائل المعارضة السورية أمس الثلاثاء هجوماً معاكساً على قوات النظام لمنعها من التقدّم إلى معرة النعمان التي باتت تفصلها عنها كيلومترات قليلة، وذلك وسط مواصلة النظام وحليفته روسيا عمليات القصف، موقعين مزيداً من الضحايا بين المدنيين.
يساهم القصف الجوي الروسي المكثف، في تسريع تمدد سيطرة النظام السوري في ريف إدلب الجنوبي، مقترباً من مدينة معرة النعمان، مفتاحه للوصول إلى الطريق الدولية، فيما بدأت تركيا حراكاً سياسياً باتجاه روسيا لاحتواء التصعيد تزامناً مع تلويحها بورقة اللاجئين.
شهد الريفان الشرقي والجنوبي لمحافظة إدلب، شمالي سورية، أمس السبت، جولة جديدة من المعارك بين فصائل من المعارضة والنظام الذي كثّف مع حليفته روسيا حملته على المحافظة، معتمداً سياسة الأرض المحروقة، ما أدى إلى تهجير آلاف المدنيين.
أثار حديث النظام السوري عن عودة مئات العائلات إلى مناطق سيطرته في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، استياء واستغراب أهالي المنطقة، الذين اعتبروا ذلك نوعاً من الدعاية الإعلامية البعيدة عن الواقع.
جددت قوات النظام السوري، اليوم الجمعة، عمليات القصف المدفعي على مناطق في ريفي إدلب واللاذقية، فيما حذر "فريق منسقو استجابة سورية" جميع الأطراف الفاعلة بالشأن السوري من استمرار أو تجدد الحملة العسكرية التي يشنها النظام على شمالي غربي البلاد.
بعدما بقيت تفاصيل نقاشات قمة أنقرة حول سورية غير واضحة، باستثناء الإعلان عن اتفاق على اللجنة الدستورية، برزت أمس معطيات عن ملامح اتفاق جديد بين تركيا وروسيا حول إدلب، لكن تطبيقه يواجه تحديات كبيرة.
نشر قيادي في "الجيش الحر" مقرب من تركيا، ما قال إنها بنود الاتفاق الروسي التركي الجديدة بشأن إدلب، والتي ينبغي على الفصائل "المتشددة" الموجودة هناك قبولها، أو إنها ستتعرض للحرب.
عاد عدد محدود من نازحي مناطق الريف الجنوبي في إدلب إلى مناطقهم مقارنة بعدد النازحين الذي تجاوز المليون، وتدفع أسباب كثيرة الأهالي للبقاء في المناطق التي نزحوا إليها، أو البحث عن بديل دائم بعيداً عن مناطقهم التي سيطر عليها النظام.