واصلت قوات النظام السوري، أمس الأحد، استهداف مناطق ريف إدلب الجنوبي الشرقي، موقعة المزيد من الضحايا بين المدنيين، وسط تعزيزات جديدة لها في المنطقة، مما أثار مخاوف لدى السكان من وجود نية لقوات الأسد للتقدم مجدداً هناك.
تحولت بعض المناطق بريف إدلب الجنوبي لمدن أشباح هجرها سكانها مع تمادي نظام الأسد وروسيا في اتباعهم سياسة الأرض المحروقة والتدمير الممنهج لها. وسوّى القصف بعض أحياء المدن بالأرض ودمّر 90 بالمائة منها، ودفع قرابة مليون شخص للنزوح.
للتهجير مرارة لا يُدركها إلّا من اختبر تلك التجربة القاسية. ولعلّ السوريون الذين هُجّروا من ريف حمص الشمالي خير مثال، بعد خمسة أعوام من الحصار المتواصل وسط القصف.
يعيش عشرات آلاف المدنيين في معرة النعمان بريف إدلب، منذ عدة أسابيع يرقبون طائرات حربية تتبع للقوات النظامية وسلاح الفضاء الروسي، تحوم في أجواء المدينة تنتقي ضحاياها، كان آخرهم مساء أمس الثلاثاء، إذ سقط العشرات من القتلى والجرحى.
كرّس النظام السوري وحلفاؤه الروس والإيرانيون في عام 2018 سياسة تهجير السوريين التي كان بدأها قبل سنوات في سياق محاولاته تجفيف منابع الثورة والمعارضة، والعبث بالهوية السورية لتثبيت بشار الأسد في السلطة حتى لو كان الثمن تهجير أغلب السوريين.
عولت فصائل المعارضة السورية في إدلب، خلال الفترة الماضية، على شبكة أنفاق أعدتها للصمود تحسباً للعملية العسكرية التي تراجعت حظوظها أمس بعد تفاهمات قمة سوتشي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.
يبدو أنّ داريا تستعدّ لاستقبال أهلها - أو بعضٍ منهم - الذين عانوا من جرّاء الحصار الذي طال وكذلك التهجير الذي أفرغها من كلّ ساكنيها. وتُطرح تساؤلات في السياق.
تستعد محافظة إدلب لانطلاق السنة الدراسية الجديدة مطلع الشهر المقبل، وحذرت مديرية التربية والتعليم من زيادة الأعباء بسبب الأعداد الكبيرة من المهجرين إلى المحافظة، بالتزامن مع تراجع الدعم المخصص للتعليم المقدم من المانحين.