منذ نحو 8 سنوات تحولت مدينة جرف الصخر العراقية إلى معقل للفصائل المسلحة، التي منعت عودة أهاليها إليها، فضلاً عن رفضها دخول ممثلي الدولة وأجهزتها أيضاً. كما أنشأت تلك الفصائل أكثر من 20 مقراً لها في البلدة.
يسود الترقّب محافظة إدلب، شمالي سورية، بعدما استكملت الفصائل المعارضة الموجودة داخل حدود "المنطقة منزوعة السلاح"، منذ أمس الإثنين، سحب سلاحها الثقيل إلى الخطوط الخلفية، تنفيذاً للاتفاق التركي الروسي.
المصالح الاقتصادية لكلٍّ من روسيا وتركيا ستلجم تطور الأحداث في سورية، وسيكون هناك اتفاق جديد، لا يضحّي بتقدم روسيا وحلفائها، ويحفظ ماء وجه تركيا والرئيس أردوغان، وبما يحجز للأخيرة مكاناً على طاولة التفاوض النهائية الخاصة بالحل السياسي.
حال الرئيس التركي، أردوغان، كحال الصياد العجوز في رائعة همنغواي، "العجوز والبحر"، والذي سأل نفسه بعد ثلاثة أيام من الصراع مع سمكة كبيرة اصطادها وربطها مع الزورق، فأكلتها أسماك القرش: من الذي هزمك؟ لا أحد أنا الذي ذهب بعيدا.
يطرح الوضع في إدلب العديد من علامات الاستفهام لدى مراقبين ولدى سكان المحافظة حول حقيقة الموقف التركي من العملية العسكرية للنظام السوري، وحول حقيقة الاتفاق الذي أبرمته أنقرة مع موسكو، وما هي حدوده الجغرافية.
فيما كان القصف لا يزال مستمراً على إدلب أمس، أعلنت تركيا اتفاقها وروسيا على وقف لإطلاق النار في المنطقة يدخل حيز التنفيذ منتصف ليل السبت-الأحد، فيما تثار شكوك كثيرة حول إمكان الالتزام فعلاً بهذه الهدنة، في ظل معوقات عديدة بطريقها.
تعمل روسيا والنظام السوري على استنساخ ما قاما به مرات عدة في سورية، إذ إن موسكو تقدم وعوداً بوقف إطلاق نار بعد كل تقدم لقوات النظام في ريف إدلب، فيما اضطرت المعارضة السورية المسلحة للانسحاب من مناطق في هذا الريف.
انتهت قمة أنقرة الثلاثية من دون حسم الخلاف بين روسيا وإيران وتركيا حول ملف إدلب، لتبقى المنطقة مهددة بتصعيد عسكري من النظام السوري وحلفائه، فيما كانت الحصيلة الأبرز للقمة هي الاتفاق على إطلاق عمل اللجنة الدستورية.
فيما يتواصل الهدوء الحذر في شمال غربي سورية تطبيقاً لاتفاق التهدئة الذي أقرّ في اجتماعات جولة أستانة 13 الأخيرة في محاولة للعودة إلى ما نصّ عليه اتفاق سوتشي، إلا أنّ المخاوف لا تزال قائمة من نوايا النظام.
تعرضت قوات النظام السوري، الليلة الماضية، لثلاث هجمات من قبل مجهولين بالقنابل والقذائف، تزامناً مع محاولة اغتيال قياديين في فصائل "المصالحة"، فيما كتب مجهولون عبارات تضامن مع إدلب وأريحا وعبارات ضد النظام على جدران المدارس في بلدة سحم الجولان.