بعد نحو 10 محاولات سقط بخلالها عشرات المصابين، تمكن المتظاهرون من استعادة السيطرة على ساحة الخلاني، ثالثة كبرى ساحات التظاهر في بغداد، في ظل تواصل التظاهرات في مدن جنوبي البلاد ووسطها، وتنفيذ الأمن العراقي حملات اعتقال جديدة، واغتيال ناشط بارز.
مع استمرار اتساع رقعة التظاهرات في العراق، ومعها حصيلة الضحايا التي بلغت حتى مساء أمس 265 قتيلاً، تتجه السلطات إلى مزيد من القمع والاستعداد لأيام طويلة من الاحتجاجات، وهو ما بدا في قرار الحكومة تشكيل خلية أزمة للتعامل مع التظاهرات.
تصاعدت وتيرة التظاهرات العراقية، بشكل متسارع، وشهدت مواجهات وإطلاق رصاص حي وقنابل مسيلة للدموع من قبل عناصر الأمن، ما تسبب بسقوط خمسة قتلى ونحو 150 جريحاً في حصيلة قابلة للزيادة.
فيما تتسع دائرة التظاهرات في بغداد والجنوب العراقي، ويتصاعد حجم الإضراب خاصة في ذي قار وواسط ورصافة بغداد، حاصر متظاهرون ليلة أمس محيط القنصلية الإيرانية في كربلاء وأنزلوا العلم الإيراني وأحرقوه ورفعوا العلم العراقي على سورها الخارجي.
نفى مسؤولان عراقيان في بغداد أحدهما موظف رفيع في مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، تقارير تحدثت عن ترؤس قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، لأي اجتماع للقيادات العسكرية والأمنية في بغداد.
تلقت التظاهرات في العراق دفعة كبيرة، مع انخراط طلبة الجامعات فيها، واتساعها إلى مناطق جديدة، بعد قطع القوات الأمنية الطرق أمام المحتجين للوصول إلى ساحات التظاهر، في الوقت الذي نشرت فيه السلطة جهاز مكافحة الإرهاب لقمع المتظاهرين.
مع ارتفاع أعداد الضحايا من المتظاهرين في العراق، لا يبدو أن هناك أفقاً لحل الأزمة، مع غياب أي وعود جديدة بيد رئيس الحكومة لتقديمها إلى الشارع، وفي ظل غياب غطاء المرجعية له، ليدل كل ذلك على أن الوضع متجه للتأزم.
دخلت التظاهرات في العراق مرحلة جديدة، مع اختلاف نوعية الشعارات، والتي طاولت للمرة الأولى قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ورئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض. لكن الثابت الوحيد هو أن العنف هو الجواب الوحيد لدى السلطة.
أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق ارتفاع عدد ضحايا التظاهرات في بغداد وجنوبي البلاد إلى قتيلين و966 مصابا فيما تحدثت مصادر طبية في بغداد لـ"العربي الجديد"، عن أن الحصيلة ارتفعت إلى ستة قتلى وأكثر من ألف مصاب غالبيتهم بالغاز.
فرضت السلطات العراقية، اليوم الخميس، حظراً للتجوال في محافظة ديالى، شرقي البلاد، وذلك على خلفية سلسلة من عمليات الاغتيال طاولت رئيس مجلس ناحية أبو صيدا، ومدير البلدة، وضابط أمن، وزعيماً قبلياً.