شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، عبر ما يسمى بسلطة الآثار والطبيعة، بحفريات واسعة في منطقة وادي الربابة جنوب المسجد الأقصى تمهيداً لإقامة جسر سياحي للمشاة.
لم يعد من الممكن فلسطينيًا الاطمئنان لنوايا الإدارة الأميركية بعد أن سقطت نزاهتها وأظهرت انحيازها التام للطرف الإسرائيلي، أو التعامل معها على أنها الوسيط الحصري والرئيس لمسيرة التسوية السلمية بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة إسرائيل
يمارس الاحتلال الإسرائيلي بقراره فصل مخيم شعفاط وبلدة كفر عقب عن القدس المحتلة سياسة تطهير وعقاب جماعي لكتلة سكانية كبيرة تشكل عائقاً أمام تنفيذ مخططاته لربط مستوطناته في محيط القدس ببعضها البعض وربطها بمركز المدينة.
كشفت مؤسسة القدس الدولية في تقرير لها عن قيام إسرائيل بأربع وستين حفرية أسفل المسجد الأقصى، محذرة من أنّ تواصلَ هذه الحفريات يُهدد بأمور لا تُحمد عقباها قد تصل إلى انهيار المسجد.
يظهر السلوك الإسرائيلي، الذي يمعن في البناء الاستيطاني بهدف حسم مصير الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل بدء "التسوية الإقليمية"، مستفيداً من الضوء الأخضر الأميركي والصمت العربي، أن صفقة القرن سيكون ثمنها التطبيع العربي مع الاحتلال مقابل سراب.
دفعت التجمّعات الفلسطينية في الخاصرة الغربية للقدس المحتلة، ثمناً غالياً لتمدد الاحتلال ومستوطناته، إذ كانت هدفاً لعمليات النهب ومصادرة الأراضي لصالح جدار الفصل والاستيطان، ما تسبّب بتراجع مساحة الأراضي الزراعية وارتفاع معدلات البطالة بين المواطنين.
يهدف الاحتلال الإسرائيلي من وراء شبكة الأنفاق التي يعتزم إقامتها في محيط القدس المحتلة إلى تعزيز الوجود الاستيطاني في المدينة، عبر تسهيل حركة انتقال المستوطنين، وفي الوقت ذاته زيادة الضغوط على المقدسيين.
بينما تحتفل الدولة العبرية بالذكرى الخمسين لاستكمال احتلالها القدس وضم شطرها الشرقي إليها في ما أطلقت عليه "توحيد القدس"، يبدو أن حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس بات أكثر بعداً وأصعب تحقيقاً.