خلال ثلاث سنوات، تلقى مشروع "الإدارة الذاتية" في شرقي نهر الفرات ضربات كبيرة، بدءاً بعملية "درع الفرات" ثم "غصن الزيتون" وصولاً اليوم إلى الهجوم التركي الذي يهدد بإسقاط مشروع الأكراد بإدارة إحدى أهم المناطق السورية.
نشهد اليوم تلاشي مطالب الثورة السورية، وتطلع حواضنها الشعبية إلى الحرية والكرامة، بالقضاء على بقايا التمايز بين أهداف الثورة وأهداف الدول التي استتبعت المعارضة، السياسية والمسلحة، بتحوّل قواها إلى جنودٍ في خطط هذه الدول.
تشير مختلف التطورات المرتبطة بالعملية العسكرية التركية في سورية إلى أن حراك روسيا الهادف لمنع أي تصادم بين حليفتها تركيا والنظام السوري يحقق أهدافه حتى الآن، رغم إعلان تحريك قوات الأسد للسيطرة على مناطق وقرى على الحدود.
يكتنف الغموض الوضع في شرق الفرات السوري وغربه على خلفية اتفاق مفاجئ بين حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي"، الذراع السياسي لمليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، والنظام، في محاولة منهما لإيقاف العملية العسكرية التركية.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، إن تركيا ستنفذ عملية عسكرية جوية وبرية شرقي الفرات في سورية، في حين اتهمت الرئيسة المشتركة لـ"مجلس تل أبيض" التابع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) الرئيس التركي بالسعي إلى "تغيير التركيبة السكانية
الأرشيف
العربي الجديد
05 أكتوبر 2019
راتب شعبو
طبيب وكاتب سوري من مواليد 1963. قضى 16 عامًا متّصلة في السجون السوريّة. صدر له كتاب "دنيا الدين الإسلامي الأوّلَ" (دراسة) و"ماذا وراء هذه الجدران" (رواية)، وله مساهمات في الترجمة عن الإنكليزيّة.
المجال الجغرافي السياسي السوري موزّع بين ثلاثة محاور قوة غير سورية، هي تركيا وأميركا وروسيا مع إيران، الأمر الذي يجعل من القوى السورية مجرّد توابع لهذه المحاور غير المتوافقة، فعن أي دستور نتحدث؟
آراء
راتب شعبو
03 أكتوبر 2019
آلان حسن
كاتب سوري، ينشر في عدد من وسائل الإعلام العربيّة والدوليّة
الواقع الذي فرضته توازنات القوى الإقليمية والدولية في سورية لا يطمئن أحداً الآن، حتى بات تغيير النزر اليسير من خريطة توزع السيطرة بحاجة لتدخل إحدى القوتين العظميين (أميركا وروسيا) وحسب. فما أسباب ذلك؟
كشفت معلومات حصلت عليها "العربي الجديد" من مصادر بمديرية الأمن الوطني العراقية، وأخرى داخل "الحشد الشعبي"، أنّ بعض الهجمات التي استهدفت مقرات الأخير في العراق، انطلقت من مناطق سيطرة "قسد" داخل الأراضي السورية.
أعلنت الأمم المتحدة، أمس الإثنين، تشكيل اللجنة الدستورية السورية، بعد أكثر من عام ونصف من السعي لإطلاق عملها، عمل خلالها النظام على عرقلة اللجنة لكسب المزيد من الوقت بهدف التقدّم ميدانياً لفرض رؤيته في أي حل سياسي.
انتهت قمة أنقرة الثلاثية من دون حسم الخلاف بين روسيا وإيران وتركيا حول ملف إدلب، لتبقى المنطقة مهددة بتصعيد عسكري من النظام السوري وحلفائه، فيما كانت الحصيلة الأبرز للقمة هي الاتفاق على إطلاق عمل اللجنة الدستورية.