استقبلت قوى وأحزاب سودانية، اليوم الجمعة، إعلان المبادئ الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع، بتفاؤل مشوب بالحذر والتخوف، سيما وأنّ الإعلان لم يشر بالمطلق إلى بدء عملية سياسية، وركّز على القضايا الإنسانية في غالب بنوده.
حينما اندلع الصراع في العاصمة السودانية الخرطوم قبل شهر تقريباً بين الجيش بأسلحته الثقيلة وقوات الدعم السريع التي ولدت من رحم مليشيات صحراوية ماهرة مزودة بأسلحة خفيفة، بدا الأمر وكأن الحرب محسومة لصالح قوات الجيش.
لوّحت إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن، في وقت سابق، بفرض عقوبات على طرفي النزاع في السودان، الجيش و"قوات الدعم السريع"، في محاولة منها للضغط عليهما فيما يبدو، لوقف الاقتتال والجلوس إلى طاولة التفاوض.
تتجه الأنظار، اليوم السبت، إلى مدينة جدة بالسعودية التي تشهد انطلاق محادثات بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لبحث شروط وقف إطلاق النار، وآليات السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى السودان من دون الدخول في مفاوضات لإنهاء الصراع
يرى متابعون أن الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع ليست سوى أحد انعكاسات الأخطاء التي تراكمت جراء السماح بنمو قوات عسكرية رديفة هي في النهاية مليشيا، لتنافس الجيش على النفوذ.
تتصدر مبادرة أميركية سعودية سباق مبادرات أخرى لمحاولة إنهاء الحرب، التي اندلعت بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 15 إبريل/ نيسان الماضي في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى.
من أجل وحدة السودان وسيادته واستقلاله، وحتى ضمان الانتقال الديمقراطي، لا بد من الحسم والانتصار وكسر حميدتي ومليشياته، ومن ثم العودة إلى طاولة الحوار على أساس الاتفاق الإطاري، بأوسع تفاهم وطني ممكن لاستكمال المرحلة الانتقالية والذهاب إلى انتخابات حرة
فيما يقف السودان اليوم أمام مرحلة انتقالية حرجة وممتدة، ربما انتقلت إلى حالة الحرب الأهلية الشاملة، تغيب مصر كليا عن المشهد السوداني، أو ربما يجري تغييبها، وفي الحالين، تجد نفسها غير قادرة على التأثير في بلد على تماس كبير وتأثير على أمنها القومي.
dsdv القتال على السلطة في السودان مهرولاً بسرعة نحو فوضى شاملة تضرب البلد المثقل بتاريخ النكبات، والقوتان المتصارعتان لا يهتمان بالهاوية التي تسير إليها البلاد، لانشغالهما بمحاولة اكتساب شرعية لحربهما، بينما ينزح السودانيون وهم يلعنون الحرب وطرفيها