يستعد متظاهرو بغداد خلال الساعات المقبلة لتنظيم تظاهرات حاشدة في ساحة التحرير بمشاركة نسوية عالية ردا على هجوم زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على ما سماه اختلاط النساء بالرجال في التظاهرات، وتحمل تظاهرات اليوم الخميس عنوان "احنه ثورة مو عورة".
تعمل الحكومة العراقية مع أنصار التيار الصدري على محاولة قمع التظاهرات في بغداد، في ظلّ عدم قدرتها على فعل ذلك في المدن والساحات الجنوبية، تحت شعار "الحفاظ على مصالح المواطنين".
سجلت المواجهات المتواصلة، بين المتظاهرين العراقيين في بغداد وبابل وذي قار، وسط وجنوبي العراق، عشرات الإصابات بحالات اختناق وبالرصاص الحي، وذلك في أحدث موجة عنف تواجه بها قوات الأمن المتظاهرون.
تجددت عمليات الكر والفر بين المتظاهرين وعناصر الأمن في بغداد وذي قار، وبينما تتصاعد حدة الغليان الشعبي إثر محاولات التضييق على الاحتجاجات السلمية، لجأ الأمن إلى استخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز لتفريق المحتجين.
اقتحم مسلّحون، مساء اليوم الأربعاء، ساحة الاعتصام في مدينة النجف جنوبي العراق، وأطلقوا الرصاص في الهواء وأحرقوا عدداً من الخيم، بعدما اعتدوا بالضرب والهراوات والطعن بالسكاكين على المتظاهرين، ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين في صفوف المتظاهرين.
قتل متظاهر عراقي بمحافظة بابل (جنوباً) متأثراً بطعنات كان قد أصيب بها ظهر اليوم الإثنين، خلال اقتحام فريق "القبعات الزرق"، لساحة التظاهر بالمحافظة، فيما وقعت حالات اختناق بصفوف المتظاهرين بعد هجوم بقنابل الغاز على ساحة الخلاني ببغداد.
يترقب المتظاهرون العراقيون، اليوم السبت، تكليف رئيس وزراء جديد. وفي الوقت الذي أعاد أتباع التيار الصدري نصب خيامهم في غالبية الساحات، شهدت ساحات التظاهر عمليات كر وفر خلال الاحتجاجات التي استمرت حتى ساعات متأخرة من ليل أمس الجمعة.
لليوم الرابع على التوالي تواصل قوات الأمن العراقية، في بغداد ومدن جنوب ووسط البلاد، عمليات الاعتقال التي تستهدف ناشطين ومتظاهرين، بالتزامن مع استمرار استخدام الذخيرة الحية وقنابل الغاز في الشوارع والساحات.
بدأ المتظاهرون في العراق حراكاً جديداً خارجياً إلى جانب الحراك الداخلي، عنوانه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، من أجل حثها على الضغط على الحكومة العراقية لإيقاف قتل المتظاهرين وحمايتهم وتحقيق مطالبهم.