تحول سد النهضة إلى كابوس يؤرق المصريين، وسط تكرر فشل جولات المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا، في وقت تضيق الخيارات المتاحة أمام المسؤولين المصريين وسط تشكيك في تجاوب واشنطن مع مطلب القاهرة بالتدخل على نحو حاسم.
لم تفلح الاتصالات واللقاءات المصرية الإثيوبية بالتوصل إلى أرضية مشتركة بشأن أزمة سد النهضة، ما دفع القاهرة إلى التلويح بإمكانية إلغاء اتفاق المبادئ بالتزامن مع اتصالات تجريها مع الدول غير الموقعة بعد على اتفاقية عنتيبي لعرقلة تفعيلها.
اتخذت الأزمة الإثيوبية المصرية حول سدّ النهضة أخيراً منحى أكثر خطورة، مع نشر كتائب النظام المصري الإلكترونية مقطع فيديو عالي الاحتراف يصوّر استهداف السدّ عسكرياً، وهو الخيار الذي لم يستبعده مسؤولون وخبراء مصريين تحدثوا لـ"العربي الجديد".
توصّل المجلس العسكري الانتقالي الذي يمسك السلطة في السودان منذ إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في 11 إبريل 2019، وقوى إعلان الحرية والتغيير، في 5 تموز/ يوليو 2019، إلى اتفاق سياسي. هنا تقدير موقف للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بشأنه.
يواجه الحزب الشيوعي السوداني، الذي ساهم بشكل كبير في تسيير المواكب الشعبية التي أطاحت عمر البشير، تحديات تتعلق بمواقفه من المجلس العسكري وخلافاته مع بعض أطياف المعارضة.
أكدت لجنة قانونية مشتركة، شكّلها المجلس العسكري وقوى "إعلان الحرية والتغيير" في السودان، أنها أوشكت على الانتهاء من الصياغة القانونية للاتفاق السياسي بين الطرفين اللذين توصلا إليه فجر يوم الجمعة الماضي.
وصل محمود درير مبعوث رئيس الوزراء الإثيوبي، اليوم الخميس، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، لاستئناف الوساطة بين المجلس العسكري، وقوى "إعلان الحرية والتغيير".
بات من الواضح أنّ المجلس العسكري في السودان قرر الانفراد بالحكم متجاهلاً كل الضغوط الخارجية والداخلية، لا سيما بعد رفضه مقترحات الوساطة الإثيوبية التي قبلتها المعارضة التي بدأت تتحضّر للتصعيد بشكل أكبر بوجه ممارسات المجلس ومماطلته.
أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير، رسمياً، يوم السبت، موافقتها على مقترح الوساطة الإثيوبية بشكل عام، والتي قالت إنه احتوى إجمالاً على ما تم الاتفاق عليه في جلسات التفاوض السابقة مع المجلس العسكري.