لعازر 2017

لعازر 2017

12 اغسطس 2019
مقطع من لوحة لـ صليبا الدويهي/ لبنان
+ الخط -
يدُكَ فوقَ التّراب. هذا أمرٌ جيّدٌ.
صحيحٌ أنّ الظّلمةَ على عينيكَ
ويديكَ بالكاد تشدّانِ يديّ
لتصعدَ. ها رأسكَ.
ها صلعتُكَ المتربة، شعرُكَ المغبرّ.
ها عيناكَ تفركهما
يوجعكَ الضّوءُ،
الضّوءُ موجعٌ إيه!
تنفضُ الأتربةَ عن رأسك
لترى، أخيرًا، لتراني. مرحباً...
أنظرُ برأفةٍ إليكَ، إلى عنقكَ الذي
صغُرَ قليلا عما عرفتَه.
أشدّكَ بيديّ الفرحتين.
تسمعني الآن.
سمعتَني أناديكَ؟
أهنّئكَ بعودتكَ من الحفرة،
بلا يسوع في الظّاهر،
ولا مريمَ تشفعُ لهُ من أجلكَ.
أهنّئكَ، وأنتَ لا تزالُ تنظرُ أمامكَ
في الشّارعِ العريضِ لترى صانعَ الألعابِ
آتيًا مع هرره صوبكَ ليشدّكَ معي،
أو لترى المرأتين الوحيدتين تتقدّمان نحوك
من أجلِ العرض الأخير قبلَ شتائمهما،
ولكنّهم عبروا جميعاً
لم يلتفتوا ببساطة عمياء.
أقولُ لكَ: خذْ نفسًا عميقًا
انفضِ الغبارَ بيمناكَ، وفكّرْ أنّ
قدماً واحدةً يمكنُ أنْ ترفعَ
روحًا، وأنّها يمكنُ أنْ تحلُمَ بالبحرِ
والجبالِ والطّيرانِ معَ الكائناتِ الخفيفةِ
ما دامتْ تنبضُ، أخرجها.
عظيم!
صارتْ ههنا أمام بناية
المنتظرينَ، هذا اسمهم،
خرجتِ الثّانية. عال! صرتَ
كاملًا الآن.

أنشدْ. قلْ شيئًا تسمعهُ
النّادباتُ في الطابق السفليّ.
قلْ كلمةً للشجرتينِ الصّامدتين
أمامكَ، معك، في حفرةِ البلادِ
في تنّورِ آب الفسيحِ كالمطهر.

قلْ إنّكَ فزعتَ، صحيح، من الحفرة
ولكنّ في يديكَ ذكرى يدينِ،
وفي صدركَ الصّغيرِ
طيفًا لذيذًا
كرقصة
كرحلةٍ تبدأ
الآن.

(2015)

المساهمون