وجه بعيد كأنين الفادو

وجه بعيد كأنين الفادو

14 نوفمبر 2019
علي بن سالم/ تونس
+ الخط -

أنا حيث لا كلمات
ولا أسماء
في جبيني تلمع
خطوات راحلين
ثم ترتمي أمامي
كرأس رجل مقطوع
أنا حيث
لا بحر ولا لغة
أضيق بالوقت
وأتّسع في الغياب
كلّما في قلبي
كتبتً منزلاً
تراءى لي وجه بعيد
مرهف كأنين الفادو
متّقد كبحّارة ضلّوا سبيلهم
شاحبةً أغدو
تتربّص بي المواسم
تارةً أقترب
وتارةً مثل آخر قطار أبعد
كل الظل أنا
وكل ما لم أكترث له يوماً
يعود إليّ
عيون أخرى في يدي
وإله يراني
كما لو أنها المرة الأخيرة


■ ■ ■


لن تستعيد روح غجرية
تقيم في العابر والمستحيل
ترقص في كلماتها
لتوغل في الموت
أو في القلب
خلف جدار سميك
ستبحث عن صوتها
من منفى إلى منفى
ستعرف أن خطوط يدك
تبتكر ترحالها في التخوم
أبعد من هذا الاغواء
نشيدها المجروح في المدن
أقرب من هذا الصمت
عبقها في أصقاع
أجساد لم تمت
تلك المقابر لا تصلح بيتاً
لتستكين الغجرية
الخيول في دمها
بيضاء كلون البدايات
شهية كحفنة تراب
تنزلق من أصابع غجرية


■ ■ ■


أضجر حين أفتقد
صوت إيلدا المبحوح
بالشعر والسجائر
حين تغيب عني حكمة
روبيرتو خوارث
أصرخ لحظة
تنزاح يد كازنتزاكي
عن جبيني في ليال محمومة
أضجر بدون بيسوا
يأخذ بروحي
إلى ما لا أعرف
أتلاشى كغيمة بيضاء
في كلمات ابن عربي
ثم أسطع برهة
مع روني شار وبورخيس
أضجر في هذا الفراغ
منتظرة عبوري الكبير هناك
أضجر ولا أنتهي مني


■ ■ ■


حين تنفيني
ريح الشمال
كشجرة مقتلعة
أراود
نصوص الصمت
فيما لم يكتبه
توق الفجر لنا
وفيما لم نعد
نعبأ بنسيانه
كيف أتدبر رحيلي
أنا الثملة برائحتك
كيف أنضو ثوب
الضوء عما يتسلّل
بروح عاشقة
ولا ينظر إليك
تلك المدن
التي تركتها خلفي
هي خطوط يدي
وجنون خطواتك
تلك المدن
ظلي الملتاع
بحفيف كلمات
أربيها حتى تعود


* شاعرة من الجزائر

دلالات

المساهمون