رجل يقلّب ظلال العتبات ولا يدخل

رجل يقلّب ظلال العتبات ولا يدخل

30 سبتمبر 2017
لؤي كيالي / سورية
+ الخط -

حطام فزاعة في قبو

تحت المساء بثلاثة أمتار أتخيّلني فزاعة تطير تضرب بهيكلها الخشبي السقف والجدران
لكن ما الذي يفعله الوقت بأجساده الكثيرة هنا ليحط كطيور حمقاء على هذا الحطام؟


■ ■ ■


خونة

سيأتي الخونة الصغار بمعداتهم المضحكة ليخربوا المائدة التي أعدّتها الطبيعة لي
سأدعهم يفعلون. ثم سنمضي جميعاً سعداء، هم ظانون أنهم أنجزوا خطتهم على أكمل وجه، وأنا كذلك
سنمضي جميعاً سعداء، لكن جوعى.


■ ■ ■


فيلم قصير جداً

قررت العجوز أن تسمي الأدوية الكثيرة على الطاولة الصغيرة قرب سريرها بأسماء أقاربها وأصدقائها الذين ماتوا، يومياً تتناول ملعقة من هذا ووحبة من تلك، أمس حدقت طويلاً بالعلبة التي عليها اسم زوجها. ثم تجرعتها كلها موقنة أن أحداً لن يستطيع إيقاظها.


■ ■ ■


رجل لا يدخل

رجل مصنوع من ريح
يقلّب ظلال العتبات ولا يدخل، كمن يقلّب صفحات كتاب ضخم لن يقرأه.


■ ■ ■


حياة

عن حياتي... جارتي العجوز المريضة التي قلّما تغادر منزلها التي كانت من حين إلى آخر ترمي عليّ بـ"صباح الخير"
عني أنا الذي لم أعد أذهب إلى هناك، أنا البعيد هناك
اختلط الأمر عليّ،
هل أشمّ رائحة جثتها أم رائحة جثة المسافة بيننا؟


■ ■ ■


هذيانات رجل عجوز

لم تعد هذياناته تقفز من شرفة إلى أخرى من شارع إلى برّية، صحيح، إنها اﻵن ببطء شديد وبالكاد تمضي من غرفة النوم إلى المطبخ، لكنها حقيقية وبرائحة نفّاذة يستطيع الجيران شمها.


■ ■ ■


زنزانة

بأظافره يشقّ نفقاً إلى طفولته، يعرف أنه لن ينجح. لكن ما الذي يستطيع فعله عجوز قابع في زنزانة نفسه؟


■ ■ ■


غروب

تحت سقف صلاة يتداعى
العجوز يؤلف جيراناً في الجنة.


* شاعر سوري مقيم في نيويورك

المساهمون