الكرسي الكهربائي

الكرسي الكهربائي

03 مارس 2017
(الكاتب)
+ الخط -

يتوقّف جمع رجالٍ بمظهر صارم عند باب أحد الزنازين المخصّصة للمحكوم عليهم بالإعدام. يفتح أحد الحرّاس الباب بحرصٍ. على السرير ترتسم هيئة آدمية مختبئة بالكامل تحت لحاف. عند سماع صوت الأقدام، يطلّ السجين بجبهته وعين واحدة وبعض خصلات الشعر ويختبئ من جديد بالكامل. "هيا يا جون، لا تضيّع وقتنا، أنت تعرف أن هذا يزعجنا كثيراً كما يزعجك تماماً...".

جون لم يتحرّك، حينها يشدّ مأمور السجن اللحاف وهو مستاء. اقتصر جون بعد أن أصبح مكشوفاً بالكامل على الابتسام... قفز من السرير وقام ببعض الحركات الرياضية. أحد الحراس الذين تبدو عليهم علامات الاستياء لم يستطع أن يمنع نفسه من الاعتراض على الأقل: "هيا يا جون، لأي غرض تريد القيام بحركات رياضية؟" أحسّ جون بالصدمة وفجأة أطلق صرخة مروّعة "أمي!" صرخة سمع صداها في كل دهاليز وممرّات السجن.

صرخة تبعتها صرخات وصرخات... أخذوه بسرعة، أجلسوه على الكرسي الكهربائي، قيّدوه من رجليه ويديه وساعتها فقط أحسّ جون بالراحة. "سنضع عصابة على عينيك يا جون..." شرح له أحد الجلادين بعطفٍ أبوي. ابتسم جون بحزن وشقّت دمعتان غليظتان وجهه.

أطبق صمت عميق وثوان بعد ذلك ارتجّ جسد جون للحظة. عاين الشهود في صمت ووقار المشهد. حين انتهى كل شيء، قال أحدهم بصوت منخفض لصديقه: "كنت أنتظر حتى آخر لحظة أن يعفوا عنه. على الأقل، هذا ما يحدث دائما في الأفلام..."


* Alonso Ibarrola كاتب وصحافي وناقد أدبي إسباني من مواليد "سان سيباستيان" عام 1932. والقصة مأخوذة من مجموعته "لا يمكن قول كلمة 'أحبك' بدون عقاب" (2010).

** ترجمة عن الإسبانية: إبراهيم اليعيشي

دلالات

المساهمون