سراب القاع

سراب القاع

08 فبراير 2017
جواد سليم / العراق
+ الخط -

أنا المسافرُ أيّامي لمن ذهبوا
إلى الخساراتِ،
تلك المَهْرها ذهبُ

إذ يترك الكنز للميزانِ كفّته
ويَعْدِلُ الميلَ
من بالفأسِ يحتَطِبُ

ماء الزواريبِ يجري والشتاءُ معي
والقمحُ والقرحُ والقِرميدُ والقِرَبُ

والدّيكُ أيضاً،
غبارُ النومِ يوقظني
وحارتي تحضِنُ الأطفالَ إنْ هربوا

فتحتُ بابي لأمسي، قلت أغلقهُ
وقلتُ أتعبني من بعدهِ التعبُ

حتى الدوالي التي كم ذقتُ حُصْرُمَها
تسلّقتني طويلاً.. قَصْدُها العِنَبُ

صيفي نبيذي، دمي الآن أهتكهُ
فيما نديماهُ
الشيطانُ والشَغَبُ!

وَهْمُ الهدايا، بُخار الليلِ، وامرأةٌ
تأتي وتجرحُ، آهْ..
كم يجرحُ القَصَبُ

والحُبُّ، ليس كما قالوا،
سيصدقُ أحياناً
ويكذبُ
لا، بل كلّهُ كَذِبُ

أيعرفُ المَيْتُ من بالماءِ غسّلَهُ
ويسألُ المَوْتُ من بالقبرِ
ما السَبَبُ؟


* * *

سيفُ النهارِ، دَمٌ، خَيْلٌ،
وحمحمةٌ
لَيْلٌ ومُرْتَجلٌ..مُلْكٌ ومُسْتَلبُ

ماء الصحارى، سراب القاعِ، مُفتَرِسٌ
في صَيْدهِ؛ يا ابن أمّي هكذا العَربُ!

لا تهبطُ الأرضَ
كي تعلو مُجنّحَةً
يبقى من الطيرِ في أعشاشهِ الزَغَبُ


* شاعر من فلسطين

المساهمون