أن أحبك بهذه الغرابة التي لا تفهم

أن أحبك بهذه الغرابة التي لا تفهم

07 فبراير 2017
شفيق عبود/ لبنان
+ الخط -

الرجفة
التي
وقعت
من
يدي
على الطاولة
حوّلت المكان
إلى غابة

***


كأني أقرأ لك شعراً
كأنك تسمعين
كأن الجمهور
صفقة باب عتيق
فقط
لو الذاكرة
لم تكن جالسة
في المقعد الأول

***


وكل بقع الفراغ الأليفة
في الروح
كل هذا الواسع كل هذا الهائل
يبكي بجلال نادر
أمام قطرة الفرح العالقة
بين جسدي وبين الكون
أيها الجسد…
وأنت تشبه غبطة قدّيس
وأنت تشبه الماء
لا تعد إلى بيتك أبداً

***


الآن أفهم المطر كثيراً
وأنا أرى وجهك غائراً بين يديّ
الآن.. حيث الفرح
وحيث عصفور صغير
يسحب الزرقة كلها بمنقاره
وحيث صمت لا أعرف من أين أتى
يقلب الذاكرة على قفاها
الآن.. حيث أنت
على الكلام أن يغيّر عاداته

***


وأنت تصنعين أشياء عادية
تشبهين يديّ في أقصى الحلم
وأنت تكذبين عليّ
تضحكين
كم ستتّسع هذه الحديقة
وكم ستتجرّح قدماي من الفرح

***


أن أحبّك بهذه الغرابة التي لا تفهم
أن أمسح الغبار عن أحجارك الكريمة
أن أحرس مواعيدك وأوهامك
ككلب عجوز
أن أعمّر لأبّهة جسدك حيطاناً من ماء وقصائد
أن أرتجف من شدّة ما أخاف عليك
أن ألهث من شدّة ما أسمعك
ان أخبّئ ياسمينك في ذاكرة مجعّدة
وأنسى كل ما عداه
أن أقعي كوهم مجروح
تحت نافذتك الزرقاء
منتظراً أن يسقط عليّ صباح صغير
أن أرقب عجلة الحب
وهي تدور باتجاهين
أن أمتثل لك برهافة كما لم أفعل أبداً
وأترك روحي تذوب على مهل
فوق بنطالك
أن أكتشف أنّ جسدي النحيل
يرنّ في حضورك مثل جرس العيد
أن أحبك بهذه الغرابة التي لا تفهم
يعني أن أتفتت خوفاً كما لن تفهمي أبداً


* شاعر سوري مقيم في نيويورك

المساهمون