لستُ أنا من يكتب

لستُ أنا من يكتب

18 يناير 2017
مريم سمعان/ سورية
+ الخط -

لستُ أنا من يكتب؛ بل هناك كائنٌ في باطني تدوّخني ثرثرته؛ كائنٌ يغضبُ حينًا وفي أحايين كثيرة يحرّضُني على قتلٍ امرأةٍ جميلة أو أن أشنق نفسي بحبلٍ قويّ أو أحمل السكـّين وأذهبَ إلى أن أقطع رأسَ نبيّ. لستُ أنا من يكتب وهذه ليست يدي؛ ظاهري باطنٌ وأوّلي آخـرٌ؛ وكلما أخفيتُني في الظِلال، تهجم الشمسُ على وجهي بجنودها؛ وهناك كائنٌ مستنسخٌ مني حاقدٌ على ماضيه وكلماتُه تنزف.




خرجتُ من سريري إلى البلكون؛ ووقفتُ أدخن في الظلام؛ فكرتُ بصوت القطرة النازلة من صنبور الماء وصوت الباب وأصوات أخرى؛ قلتُ: لصوت الأشياء حروفٌ سأدوّنها؛ ثمَّ نظرتُ إلى الشارع من فوق ورأيتُ أحدهم يكنس فرفع رأسه وحدّق بي؛ كانت عيناه تبرقان مثل عينيْ قطة؛ عدتُ إلى السرير ووجدتني نائمًا؛ ثمّ التفتُ وإذا شخص ذو عينين بارزتين يشبهني يقف خلفي.

* شاعر ومترجم من مواليد الأهواز عام 1983

المساهمون