لم أعد قادراً على التَّكهُّن

لم أعد قادراً على التَّكهُّن

06 يونيو 2016
منى باسيلي صحناوي / لبنان
+ الخط -

لم أعد قادراً على التَّكهُّن
أشعر بالعطش
يبدو أنني أُعاني ذهنيّاً
في هوَّة
ألتقي نفسي داخل عقلي
أتميَّز بالرؤى وأعتمد على إحساسي
مع ذلك لا أحصل على ردودٍ منطقيَّةٍ ﻷنَّني مجهول الهوية
وأعيش داخل دماغي
عيناي باردتان لا ترأفان بهذا العالم
في حالات الخطر تُنقذني دببة جائعةٌ دخلت دماغي عن طريق الخطأ
تنهاني عن إتلاف دماغي والخروج منه حالاً، ترشدني لمخرج الهرب.

***

هناك روايتان للحدث: 
ثيرانٌ هاجمت رجلاً ثملاً دخل الحلبة بالخطأ
رجلٌ ثملٌ هاجم حلبة ثيران
هكذا كتب تاريخ العالم.

***

أُغلق عيني منفذي الوحيد على هذا العالم حتى إشعارٍ آخر.

***

أمضيتُ الليل أستمع لمواجع كرسيٍّ مكسور الساق.

***

تبدو الحياة من جهة غنيةً بالتفاصيل
ومن جهة أخرى تبدو فقيرةً وغير منطقيةٍ وخاويةً
ومن جهة أخرى لا وجود للحياة على اﻹطلاق.

***

حين يطرق المتسول الباب
يُجمع كلُّ الخبز اليابس ويُقدَّم له مع ابتسامة طرية ونظرة إلى أعلى لعل الله يسجّل أعمالنا العظيمة.

***

أنا عبءٌ على ذاتي، تسيطر علي فكرة يتيمة:
كيف أختفي من هذا العالم، وأتذوّق وجوده في الوقت نفسه.

***

نحن كائناتٌ معقدةٌ نحمل شعوراً عارماً بالتفوّق ممزوجاً بالشعور بالوضاعة
من هنا نبدأ التنكيل بجثث أعدائنا
بعد أن ننتهي منها نبدأ بالتنكيل بأنفسنا.

***

كومة العُقد والمخاوف التي أحيط بها نفسي
اكتشفتُ بعد أن تخلّصت منها
أنها كانت خط الدفاع الوحيد عن ذاتي الهشة.

***

أبني ذاتي كقلعة
مع أني أعرف كما قال أحدهم في فيلم:
لا توجد قلاع حصينة،
بل يوجد هجوم فاشل.

***

آخر الليل أيقن أنه لا خلل في هذا الكون فشرع بالبكاء.



* شاعر فلسطيني مقيم في نيكاراغوا 


المساهمون