طفولة

طفولة

17 فبراير 2016
يحيى حسن (العربي الجديد)
+ الخط -
خمسة أبناء يصطفّون وأبٌ يحمل عصاً
بكاءٌ لا يوصف وبركة بول
نمدّ أيدينا بالتناوب
من أجل أن نخفّف عن بعضنا
أصوات الضربات مثل المطر
وأُختي تقفز بسرعة شديدة
من قدم إلى أخرى
وشلال من البول يندفع أسفل ساقيها
تقدِّم يداً
تسحبها وتقدّم يدها الأُخرى
إن لم تكن سريعة بما يكفي ستنزل الضربات كيفما اتفق
ضربات
صراخ
وأرقام
- أحياناً 30 أحياناً 40 وأحياناً 50 -
ركلة في المؤخرة توصلها إلى الباب الآخر
الآن يُمسِك أخي من كتفيه ويثبّته
ويبدأ بالضرب والعدّ
رأسي محنيٌّ بانتظار دوري.
أُمي تهشّم الصحون على الدرج
"الجزيرة" تواصل نقلها المباشر
الأعلام تحترق
جرافات تعمل بهمّةٍ مسعورة وأعضاء بشرية ناقمة
غزة في الشمس
إذا لم يعترف بوجودنا صهيوني
إذا كنا موجودين أصلاً
عندما نُزَوبِعُ الخوف والألم
عندما نتشبّث من أجل نَفَس ومعنى
في المدرسة ممنوع الكلام بالعربية
وفي البيت اللغة الدنماركية ممنوعة
ضربات
صراخ
أرقام.


* ترجمة نجوان درويش


اقرأ أيضاً: يحيى حسن.. عربي غاضب بالدنماركية

المساهمون