بيارة ضائعة

في غرفة المعيشة في بيتها الأرضيّ
تجلس جدّتي
في كوب برتقالٍ
من بيّارةٍ ضائعة،
تحفر حبّات الكوسا
كأنّها تحفر قلبًا تريد ملأه بالزّنبق.
على حديد النّافذة المفتوحة
تراقبها عصفورةٌ في شهر العسل
تتعلّم تدبير العش.
على البلاط خيط نملٍ يلقي التحيّة عليها،
فقد تركت له قوته من الخبز.
الشّاي على الطّاولة ساخنٌ كالأسِّرَّة،
لكنّه لا يحتاج شيئًا تحته،
إذ يتذكر طفولته في الهواء مع خشبها.
الشّاي مرآة جسد الطّفل الغارق،
يختبئ في منديل جدّته
إذا خاف من غارةٍ في التّلفاز
حتى ينتهي القصف.
الطّفل غاضبٌ من أبيه،
لأنّه أهداه ساعة يدٍ في عيد ميلاده،
أزال بأسنانه بطّاريتها
وبصق العقارب مقلدًا قصّة جدَّته،
حين بصقت سمًّا من ذراع جدّه
تركته أفعى التكوين.
الطّفل ينظر في ساعته، حان الوقت:
يرفع قميصه كي يُرْضِعَ الكون.