كاتب مغربي من مواليد الرباط المغرب 1977، مقيم حاليا في بلجيكا. يكتب الشعر والقصة والرواية والسيناريو. صدرت له رواية بعنوان، الحي الخطير، سنة 2017 عن دار الساقي اللبنانية في بيروت.
إنّ الشمس المشرقة والسماء الصافية هنا لا تعني الدفء أبدًا، بل على العكس من ذلك، قد تعني الطقس القارس جدًّا. في حين يعني المطر، وكذا الثلج، طقسًا ألطف وأدفأ.
رفعت رأسي، فرأيت وجهي منعكسًا في المرآة بوضوح: إنّه وجه ضفدع. إنّه وجهي الحقيقي الذي يجب أن يكون بما أنّ العالم هنا كلّه ضفادع، الوجه المنقذ من الكوابيس.
الشاعر يصرخ صامتًا، يصرخ بنظراته، محدّقًا في غيوم الليل، أبعد ما يكون من الظاهر، منتظرًا شعاعًا يأتي من العالم اللامرئي كي يعدّل مزاجه.. لكنه لا يأتي أبدًا.
المغرب الذي أحبه حوّلته ذاكرتي إلى لغة وهرّبته معي في المطارات، لم تنتبه إليه الجمارك ولم تشمّه كلابهم. أما المغرب الآخر فقد هجرته ذات صباح واعياً ما أفعله.
لم يبيعوا أيّ كتب منذ مدّة طويلة، لذا قرّروا جلب عارضة أزياء إلى داخل المكتبة، ربّما أقنعت عددًا أكبر من الزبائن أن يشتروا كتبًا أكثر مع وعد وهمي بالحب.
أصبحت أملك مكتبة كبيرة، غير مصنّفة، ومن الصعب أن تجد فيها علاقة تربط كتابًا بالآخر. كتب حين يقرؤها المرء يصبح رأسه شبيهًا بأسواق السلع القديمة والمسروقة.
استدار المراقب ذو العضلات المفتولة ناحيتي وطلب تذكرتي. أضاءها بالمصباح ثم صفعني بخفة سينمائية متقنة قبل أن يرتد إلي طرفي، لأن تذكرتي تذكرة بالكون وليس لوج!