شعوب منطقتنا في حاجة إلى تفاهمات وآليات إقليمية ودولية لوضع حدٍّ لجملة المآسي وحالات الإنهاك التي طالت، وتسبّبت في كثير من النزف والتداعيات والانهيارات.
تبدو الأغلبية الحافظة أكثر اطمئناناً لإيمانها من الأقلية الفاهمة، فاليقين حرفة الجهلاء، لأنّ الجهل يمنح صاحبه ظنّاً بأنّ ما يحفظه من مسلّمات هو الحقيقة.
أدرك العجوز الصهيوني بايدن أن إسرائيل غير قادرة على حماية نفسها اعتمادا على ذاتها. لكنه لم يتخيل أنها ستكون حرب الشهور الستة وزيادة، وليست كما حرب الأيام الستة.
ليس إسقاط النظم السياسية المنافية لروح العصر وحقوق الإنسان الأساسية هو الذي يشكّل اليوم التحدّي الحقيقي والأكبر لمستقبل المجتمعات العربية ولنخبها الواعية.
اتباع طريق الاكتفاء مبدئيا بتقبل التناقضات يدفع إلى مراجعة طرائق التفكير وأمور راسخة في رؤية الواقع مثل تصوراتنا عن السياسة والأعداء، حتى فحص فهمنا للخير والشر.
حرب غزة زعزعت الركائز التي اعتمدت عليها دولة إسرائيل منذ قيامها، وأعادت إحياء الانقسامات والتصدّعات القديمة والجديدة، وأثارت الشكوك في قوة إسرائيل ومناعتها.
ليست هذه السكيزوفرينيا طارئة، بل هي أصيلة في "جينات" العقل الغربي... لم تكن مدرسة فرانكفورت على خطأ حين أشارت إلى هذه الثنائية المدمّرة التي شقّت العقل الغربي.
بيان حركة فتح الصادر أخيرا، إذا سلمنا أنه يمثلها حقيقة، يتجاهل كل المخاطر المصيرية المحدقة بالقضية الفلسطينية وبالوجود الفلسطيني، كله، ليقترب من النظرة المجردة.