يعمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاليا على تحويل الشتاء إلى سلاح قاتل، عبر تكثيف استهداف البنية التحيتة ومنشآت الطاقة والكهرباء الأوكرانية، لأن هذا أقل خسارة من العمليات العسكرية المفتوحة، ولا يحتاج زجّ إلى قوات كبيرة من الجنود في المعارك.
مهما كانت الظروف التي دفعت الرئيس الروسي، بوتين، إلى تنفيذ خطوة الانسحاب من خيرسون في أوكرانيا، المؤكد أنّ ذلك مؤقتٌ في انتظار روسيٍ لحدوث أمرٍ ما، لكن الثابت أنّ بوتين ما دام على رأس السلطة، فلن يتخلى عن خيرسون التي ضمّها رسمياً إلى الاتحاد الروسي.
مؤكد أن الرئيس الروسي عاد بوتين إلى اتفاق الحبوب في مقابل عروض قدّمت له من تركيا، والتي يجمعه معها علاقات ترتبط بترتيبات دول البلقان وسورية وليبيا، والأهم مسائل الطاقة، إذ لا يمكن عزل ملف الحبوب عن عروض ومشاريع الغاز.
كشفت جولة الاشتباك أخيرا بين الفصائل العسكرية في عفرين والباب في الشمال السوري، مدى ارتباط هذه الفصائل بأجهزة دولية من جهة، و حجم الاختراق والتواطؤ بين الفصائل لتأمين مصالح شخصية، وإنْ كانت على حساب أهل المنطقة من جهة أخرى. هنا وجهة نظر في المسألة.
ستكون نتائج ردود روسيا على تفجير جسر القرم عكسيةً ومدمرةً على الرئيس بوتين، لسبب بسيط، أنّ نكساته وخساراته السابقة طوال سبعة أشهر أفقدته شرعيته داخل روسيا. وخارجياً، انتهى صيته ورصيده على الساحة الدولية.
حقائق باتت واضحة اليوم في تقهقر القوات الروسية في جبهة خاركيف الأوكرانية، وفي حال استطاعت القوات الأوكرانية الحفاظ عليها، ومنع روسيا من احتلالها مجدّداً، ستكون كل أهداف بوتين العسكرية في إقليم دونباس مهدّدة بالزوال
بعد قطع روسيا فعلياً الغاز عن خمس دول أوروبية، إلى جانب إعلانها توقيف توريد الغاز إلى الدول التي أعلنت تحديد سقف لأسعار البترول الروسي، وما تلاه من ردود أفعال، ظهرت حالة انقسام وتخبّط غير مسبوقة، بين الدول الأوروبية.
رغم كل أوراق القوة التي في حوزة الرئيس الروسي بوتين، فإنّها قد لا تنفعه كثيراً حيال استمرار الغرب في تهديد وجوده البحري في القرم. عند هذا المطاف، غير مستبعد أنّ يستخدم الورقة النووية، سواء من خلال تنفيذ أهداف تكتيكية نوعية قاتلة للمقاومة الأوكرانية.
الرهان الآن بشأن مدى فعالية اتفاق إسطنبول، وإن كان سيؤول إلى البناء عليه لتوقيع اتفاقيات أخرى في مسار الحرب الروسية الأوكرانية. يبدو هذا الاحتمال صعب المنال في المسار العسكري، مع استمرار ألعاب بوتين الدولية التي تتعدّى النطاق الأوكراني.