حكاية الشاعر الراحل أحمد دحبور هي حكاية اللجوء الفلسطيني بكل ما حمله هذا اللجوء من لحظات حزن وتشرّد وبؤس، وبكل ما يمكن أن يشير إليه المخيّم من وجع وألم.
هل سأحن إلى الخيمة؟ لا أحد يشتاق للألم، ولا أحد يشتاق للحظات الوجع التي عاشها، ولا يمكن لي أن أحنّ لرحلتي المؤلمة في عبور وادي غزّة من الشمال إلى الجنوب
أخبار القصف تتوالى، صحو على أصوات هزات متفرقة في الجزء الثاني والثلاثين والأخير من يوميات وزير الثقافة الفلسطيني، الروائي عاطف أبو سيف، التي يدونها من غزة.
مزيد من النازحين يصلون كل يوم. كل صباح يوم آخر من النزوح. المشاهد المؤلمة نفسها للنسوة والأطفال والشيوخ يحملون أمتعتهم منهكين من الطريق الطويل الذي يقطعونه.
لن يصل بابا نويل إلى غزة اليوم. لن يجد بيوتاً يزورها ولا أطفال يترك لهم هداياه. سيفتش عنهم في المقابر أو تحت الركام أو في الخيام. سيحضُر لهم مظلاتٍ تقيهم المطر.
هؤلاء الذين تتحلل جثثهم وتختفي ملامحهم ولا يعرف أحدٌ عنهم خبراً، فسيظلون يعذّبون أقرباءهم بعد رحيلهم، لأنهم سيظلون يتذكّرون أنهم عاجزون حتى عن الجزم بوفاتهم.