عز الدين التميمي

قبل أكثر من 4 سنوات بدأت "العربي الجديد"، وكنت وقتها طالب علم اجتماع في نهاية مرحلتي الجامعية الأولى، مفتوناً بالحدث العربي الكبير، أردد شعارات الربيع، وأحلم بالنمو معه. هكذا بدأت القصة بالضبط، ومن هنا تصح روايتها.

لم يعد غريباً ولا مفاجئاً، أن يُواجه أي حديث عن قضايا المرأة العربية والمساواة مواجهة ساخرة، وألّا يؤخذ على محمل الجد. هذا يحدث دائما، إلى درجة صار فيها هذا الحديث وكأنه نكتة. لكن لماذا؟

في لحظة ما، آمنا كما آمن كثيرون بأن الثورات العربية لحظة قطيعة مع كل ما سبقها، فرصة من أجل حياة جديدة، وانعكس هذا الإيمان على حياتنا الشخصية. كانت القضية وكان الإيمان بها أكبر من أن نلتفت إلى خسارة صديق.

لم نعرف فيبر إلا باعتباره ملحقاً لماركس، أو باعتباره النموذج الخطأ الذي يحتاجه الأساتذة والطلاب للإشارة إلى صحة التحليل الماركسي. لم نقرأ أي من نصوص فيبر على الإطلاق، ولكننا قرأنا ردوداً ماركسية عليها. هكذا تعرفنا عليه وهكذا ظلمناه وظلمنا أنفسنا.


هفوات غسان كنفاني ومنطق النقد الهجين

فكرت أن أكتب لك رسالة طويلة في عيد ميلادك، أن أسخر مثلاً من تزامن مجيئك إلى الحياة مع عيد استقلال أميركا.

فازت حماس، أمس، في انتخابات مجلس الطلبة بجامعة بيرزيت، وهو الفوز الثالث على التوالي، مع كل المضايقات التي يتعرض لها نشطاؤها، ورغم كل محاولات الأجهزة الأمنية للتدخل من خلال الاعتقالات والتمويل والضغوط. وهذا على أية حال نموذج مثير للإعجاب وللأسئلة.

مع الحديث الذي صار مؤكّداً عن وصول عمي بعد أشهر مع العائدين، ومع معلومات كانت غير واضحة وقتها عن "اتفاقية سلام دائمة"، اعتقدنا جميعاً أنّ أحلام جدتي الطويلة ستنتهي فوراً، أو كان هذا ما تتصوّره هي على الأقل.

التحق بمجموعتنا بعض المعلمين، وصاروا يرددون نفس شعاراتنا. الأجهزة الأمنية تحيط بالمكان. كان مشهداً ساحراً، لولا أن ابن عمتي محمد، بطريقته المعروفة في تنغيص الأشياء، أفسده. خرج من جيب الأجهزة الأمنية، بزي عسكري كامل، ونادى عليّ بـ"اسم الدلع" وحياني.

بدأت القصة عندما تعرفت قبل أشهر على البيت من خلال الإنترنت. الأمور بدأت بطريقة ممتازة، فقد أعجبني المكان وقررت استئجاره. سبق الاتفاقَ بعضُ التعارف بيني وبين مالكي البيت، وهما رجل ثمانيني وزوجته الخمسينية.