الاستبداد

بعد سنواتٍ من الصبر والتضحيات، انتصرت الثورة التي أطلقها عبد الباسط الساروت ورفاقه، فتحرّرت سورية من قبضة الطغيان، ورفرفت رايات الحرية فوق سماء الوطن.

إذا كان العالم قد تعلّم شيئًا من تجربة النازية، فهو مطالب اليوم بأن يطبّق هذا الدرس في مواجهة بقايا نظام الأسد، الذي يمكن وصفه بالنسخة المعاصرة من النازية.

تشكّل الذاكرة التاريخية في سورية اليوم ساحة معركة مستمرة، بين أولئك الذين يسعون إلى التذكّر وتخليد معاناة الضحايا، وأولئك الذين يعملون على طمس الحقائق.

إنّ خلق ممكناتٍ جديدةٍ في سورية لم يكن لها أن توجد من دون التخلّص من اليقين الأسدي الأحادي والقاتل لأيّ إمكانية تغيير إيجابي حقيقي في سورية، دولةً ومجتمعاً.

إنّ سقوط نظام الأسد ليس مجرّد نقطة تحوّل لسورية، بل هو دعوة للاستيقاظ، إذ يؤكد الحاجة الماسة لإنهاء دعم الأنظمة الديكتاتورية وتمكين الشعوب من تحقيق أحلامها.

تمارس الأنظمة الجديدة والمستنبتة في واقع مشبع بالاستبداد آلية الإخضاع مجدّدا كالتي مارستها الأنظمة السلطوية القديمة، لتعيد إنتاج الاستبداد مجدّدا