صندوق النقد الداعم الأول للاستبداد

صندوق النقد الداعم الأول للاستبداد

24 مارس 2024
برامج صندوق النقد الدولي تزيد أزمات الدول الفقيرة/ فرانس برس
+ الخط -
اظهر الملخص
- صندوق النقد الدولي يُعتبر شريرًا استراتيجيًا يفرض شروطه على الحكومات، خاصةً تلك غير المنتخبة، مستخدمًا ضغوطاته لضمان تنفيذ أوامره بدقة، مما يعكس نهجه البعيد عن كونه مصلحًا اجتماعيًا.
- يُنظر إلى الصندوق كأداة لنهب ثروات الشعوب وتعميق مشاكلها الاقتصادية، حيث يُطبق سياسات وبرامج تؤدي إلى زيادة الفقر والتجويع دون مراعاة لظروف الدول الخاصة.
- يُعتبر الصندوق أداة قمع وإذلال للشعوب ودعم للحكومات المستبدة، مساهمًا في تفقير شعوب الدول النامية ويعمل كعصا غليظة في يد الحكومات لتأديب شعوبها، متواطئًا مع الحكومات القمعية.

المؤكد أن صندوق النقد الدولي ليس ساحرا يسحر الحكومات التي تستنجد به ويسقيها "الماء الأصفر" حتى يملي عليها شروطه المجحفة وروشتاته القاتلة وتعليماته السامة وإملاءاته المذلة، بلا وعي منها، أو من دون تفكير تحت تأثير السحر والسُكر.

بل هو شرير يعرف بدقة ما يريد أن يصل إليه من أهداف حتى وإن كانت خططه غير معلنة. ويعرف أيضا كيف يضغط على الحكومات التي تلجأ إليه حتى تنفذ كل أوامره بدقة وأحيانا بلا نقاش، خاصة الحكومات غير المنتخبة وأتت للسلطة بسلاح القهر والقوة.

والصندوق ليس مصلحا اجتماعيا يهدف، كما يزعم دوما، إلى التخفيف عن الشعوب الفقيرة، وإرغام الحكومات المدينة على مراعاة البعد الاجتماعي ومصالح الفقراء والأرامل والمطلقات والمنتمين لطبقة الفقر المدقع.

الصندوق ثري شره لا تهمه مصلحة أحد، بل تهمه مصلحته أولا، واسترداد أمواله بفوائدها ثانيا، ثم تحقيق مصالح الدول الغنية صاحبة رأس المال

بل هو ثري شره لا تهمه مصلحة أحد، بل تهمه مصلحته أولا، واسترداد أمواله بفوائدها ثانيا، ثم تحقيق مصالح الدول الغنية صاحبة رأس المال وفي مقدمتها الولايات المتحدة وأوروبا واليابان والصين وبريطانيا، مع إغراق الدول في مستنقع القروض.

وصندوق النقد بالطبع ليس نبيا مرسلا يطالب من حوله بالعدل والمساواة ومراعاة حقوق الفقراء والمهمشين، بل هو أبعد ما يكون عن رسائل الأنبياء والرسل والصالحين والديانات السماوية، التي تحض على مساندة ودعم المحتاجين والمساكين والأرامل، وتنهي عن الجشع والربا وأسعار الفائدة المبالغ فيها والدهس بقوة على المتعثر وأصحاب الحاجة.

موقف
التحديثات الحية

والصندوق ليس ذكيا كما يظن الكثير وحتى وإن ضم أكفأ وأمهر الاقتصاديين الدوليين، بل هو غبي يطبق نفس السياسات والأدوات والبرامج منذ سنوات طويلة وعلى كل الدول من دون مراعاة ظروف الدولة المدينة وطبيعة شعوبها وتركيبتها الديمغرافية والعرقية وظروفها الاجتماعية والاقتصادية، ومن دون أن يضع في الاعتبار ما إذا كانت الغالبية الساحقة من المواطنين باتت عرضة لخطر الموت والجوع بسبب سياساته وجشعه.

فالطفل الصغير بات يعرف روشة الصندوق قبل تطبيقها على الدول المدينة، تعويم العملة المحلية، زيادة سعر الوقود سواء البنزين أو السولار أو الغاز، زيادة الضرائب والرسوم الحكومية، رفع كلف المعيشة ومنها تذاكر المواصلات العامة وفواتير المياه والكهرباء، بيع أصول الدولة وغيرها، خصخصة التعليم وغيرها.

والصندوق ليس مصلحا اقتصاديا وماليا يعمل بكل قوته على إنقاذ اقتصادات الدول المتعثرة وأسواقها ومواطنيها من خطر التعثر المالي والإفلاس والتخلف عن سداد ديونها الخارجية.

بل هو أداة لنهب ثروات الشعوب ومواردها المحدودة، والدليل أن معظم برامجه تعمق الفقر والتجويع ومبدأ الاستدانة والاعتماد على الخارج والغير في معالجة أزمات اقتصادية محلية هي في أغلبها من صنع الحكومات والأزمات الخارجية.

الصندوق ليس مصلحا اقتصاديا وماليا، بل هو أداة لنهب ثروات الشعوب ومواردها المحدودة، وأداة قمع ومؤسسة مالية دولية تعمل لصالح الدائنين

كما فشلت تلك البرامج على مستوى علاج الخلل في المراكز المالية للدول التي تعاني فجوات تمويلية مزمنة، وعجز في الإيرادات الدولارية، واضطرابات في أسواق الصرف، والأمثلة كثيرة، مصر والأرجنتين وسريلانكا وباكستان أبرز وأحدث الأمثلة.

صندوق النقد هو ببساطة أداة قمع ومؤسسة مالية دولية تعمل لصالح الدائنين، ووسيلة لإذلال الشعوب الفقيرة والمغلوب على أمرها، ووسيلة من وسائل الذل والمهانة والعبودية والاستبداد والديكتاتوريات والحكم الفاسد، لا الحكم الرشيد.

هو لا يفرق كثيرا عن مجلس الأمن الدولي والمؤسسات الأممية التي تحابي الأقوياء وتدهس بقراراتها الضعفاء، هو صوت الأثرياء والمرابين والجشعين، لا صوت الفقراء، صوت قناصي الصفقات وحيتان المال، لا صوت المطالبين بالحريات العامة والحقوق ومنها الحق في الدواء والغذاء والمسكن والدواء.

ولذا لا تتعاملوا مع صندوق النقد ببراءة وحسن نية، بل تعاملوا معه على أنه أداة قهر وإذلال للشعوب وداعم للاستبداد، والدليل أن الصندوق يدعم الحكومات والأنظمة التي تحكم شعوبها بالحديد والنار والقبضة الأمنية.

والصندوق أداة لتفقير شعوب الدول النامية والفقيرة، والعصا الغليظة في يد الحكومات المستبدة في تأديب شعوبها الثائرة والمقهورة والمطالبة بحريتها، وقبلها نصيبها في ثروات بلادها.

الصندوق أداة لتفقير شعوب الدول النامية، والعصا الغليظة في يد الحكومات المستبدة في تأديب شعوبها الثائرة والمقهورة والمطالبة بحريتها، وقبلها نصيبها في ثروات بلادها

الصندوق هو أكبر متواطئ مع تلك الحكومات وأكبر مخدر للشعوب، وأكبر مخادع ومنافق، والدليل أنه يدخل الدول التي تلجأ إليه تحت مزاعم مساعدة الحكومات في تطبيق برامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والنهوض بالاقتصادات الوطنية، وضبط أسواق الصرف المضطربة، وإعادة الاعتبار للعملة الوطنية، فإذا بتلك البرامج تنتهي بكوارث على الاقتصادات والعملات الوطنية والفقراء وموارد الدول المحدودة والشحيحة.

الصندوق هو شيطان هذا العصر، وسلاح قهر الشعوب وإذلالها، حيث يوفر للسلطات المستبدة المال الكافي لمحاربة تطلعات الشعوب نحو الحرية وتطبيق دولة القانون، هو شر مطلق فاحذروه.

المساهمون