هل يريد يوفى فعلاً بقاء كريستيانو رونالدو؟

هل يريد يوفى فعلاً بقاء كريستيانو رونالدو؟

15 مارس 2021
رونالدو سجل "هاتريك" في 32 دقيقة (Getty)
+ الخط -

الإجابة على سؤال من هذا النوع تحتاج للعودة قليلاً إلى الوراء ثلاث سنوات تقريباً، لنستعيد معاً كيف ولدت فكرة كريستيانو رونالدو مع فريق يوفنتوس

الحادثة التي ذكرها باراتيتشي، وبالتالي هي معلومات يمكن الركون إليها على اعتبارها معلومات رسمية، تقول إنه بعد هدفه الشهير واحتفال جمهور يوفى به، سأله منديش ما رأيك لو يلعب كريستيانو معكم؟ الإجابة السريعة "لا نملك القدرة المالية، أنا سأهتم بالأمر"، يجيب وكيل الأعمال الأشهر.

ثم يعرض باراتيتشي الفكرة على آنييلي الذي يحملها إلى جون الكان، ليحصل على موافقة خاصة. مالياً الصفقة كانت أكبر من يوفنتوس، كانت ستغير كل خطة بناء الفريق التي اعتمدت في السنوات الأخيرة. يُقال هنا على الهامش إن سبب الشرخ مع ماروتا كان رفضه للصفقة، لهذا السبب لم يكن موجوداً في يوم التقديم، تقديم أشهر لاعب في العالم وقتها، والذي غيّر وجه فريق يوفنتوس.

العودة إلى هذه التفاصيل تعطينا فكرة واضحة جداً أن الموضوع كان في بدايته مالياً وهو مستمر كذلك. النقاش الفني لإمكانيات كريستيانو يبدو مضحكاً. لاعب سجل حتى الآن أقل بقليل من نصف أهداف يوفى في الدوري. ساهم في هذه السنوات في ألقاب النادي. هذا الموسم في أوروبا فعل الكثير، الموسم الذي قبله أيضاً، يد واحدة لا يمكنها أن تصفق في كرة القدم إلا إن كانت يد مارادونا.

صحيح كريستيانو فشل أمام بورتو، لكن القراءة المتأنية لعدم التأهل تقودنا إلى أن المشكلة الحقيقية لم تكن أن الفريق لم يسجل، فعل ذلك بفضل كييزا تحديداً أربع مرات. الخروج سببه الحقيقي أن الفريق تلقى أربعة أهداف بأخطاء ساذجة، خصوصاً في الذهاب. إذاً فالحديث فنياً عن قدرات رونالدو مع يوفى لم يكن يوما المشكلة في موضوعه، المشكلة هي في مكان آخر، في الموضوع المالي.

عندما أعطى جون ألكان الموافقة وزاد من رصيد الدعم للنادي، كانت الدراسات تقول إن الصفقة ستكلف الفريق في أربع سنوات ما يقارب 360 مليون يورو، أكثر من 85 مليوناً في السنة، بين راتب اللاعب والضرائب ومصاريف أخرى. هذا طبعاً من دون الحديث عن سعر الانتقالات الذي بلغ ما يقارب المائة مليون. هو رقم كبير جداً على يوفنتوس، لكن الدراسات التي تمت تحدثت عن قدرة كريستيانو على زيادة مداخيل النادي بأرقام كبيرة، و هذا ما حدث. في السنة الأولى زادت مداخيل الجمهور 14 مليوناً، والتسويق ما يقارب 18 مليوناً، وزاد المعلنون في عقودهم ما يقارب 42 مليون يورو.

هذه أرقام درسها يوفنتوس وأعطت ثمارها. الدراسة كانت تقول إنه في أربع سنوات سيعطي كريستيانو إضافة مالية تقارب 250 مليون يورو، وهكذا تكون تكلفته في أربع سنوات مائة مليون فقط، وهو رقم مقبول جداً  وممتاز للاعب من قيمته الهائلة.

كل ذلك كان يسير كما هو مخطط له، إلى أن جاء الوباء فقلب الأمور رأساً على عقب. توقف مدخول الجمهور بنسبة كاملة، مدخول التسويق بنسبة كبيرة، تعرقلت الحركة المالية، الخروج من دوري الأبطال في سنتين متتاليتين بشكل مبكر كان كارثياً للفريق على المستوى المالي أيضاً، أصبح موضوع كريستيانو عبئاً مالياً كبيراً لا قدرة للنادي على تحمّله.

وجد يوفنتوس نفسه أمام واقع لم يكن مخططاً له، يبحث الآن عن الحلول. على الأرجح الحل الأبرز هو بيع كريستيانو، قدرة اللاعب التسويقية بعد ثلاث سنوات خفت كثيراً، وهذا طبيعي. رحيله إن حصل سيجعل الفريق يخسر مالياً طبعاً، لكن توفيره سيكون أعلى بكثير. رحيله فيه ربح مادي ليوفنتوس، لكن النادي لن يفرط فيه كيفما كان. هذا من دون التطرق إلى موضوع في غاية الأهمية، هو الذي يحسم الأمور برأيي، ماذا يريد كريستيانو ؟ الإجابة على هذا السؤال توضح لنا كل المستقبل في هذه القضية.

المساهمون