بشرى بالحاج حميدة: حكاية امرأة شجاعة

بشرى بالحاج حميدة: حكاية امرأة شجاعة

13 يناير 2015
+ الخط -

من مناضلة طلابية عام 1976، إلى محامية وحقوقية تدافع عن المتظاهرين المشاركين في انتفاضة الخبز سنة 1984، ثم مدافعة عن حقوق النساء الملاحقات، عرفت بشجاعتها ودفاعها الشرس عن قيم الديمقراطية رغم ما فرضه نظام بن علي من قيود وحصار.. تلك السمات الأساسية لمسيرة الحقوقية التونسية بشرى بالحاج حميدة.

تقول بالحاج حميدة لـ"العربي الجديد" كنا قبل الثورة تحت مراقبة الأمن، واليوم الأمن يحرسنا ويحمينا، وهذه من أهم المفارقات الغريبة التي قدّمتها لنا الثورة، هذا إلى جانب هامش الحرية في التعبير السياسي".

وتؤكدّ بشرى أن حياتها تغيّرت كثيرا بعد الثورة، فقد عانت سابقا من الرقابة ومن الحرمان من الظهور في وسائل الإعلام، وهو ما لم يعد قائما، الأمر الذي فتح أمامها الكثير من الأبواب وأتاح لها الفرصة لتبليغ صوتها.

أما عن الشهرة، فهي تعتبر أنّ الشهرة جيّدة ولكنها لا تخلو من تعب، مؤكدة أن هناك ثمناً يدفعه الإنسان دائما.
ولم تنفِ بالحاج حميدة الحجم الكبير من التشويه الذي طالها، وهي تعتبره ثمنا طبيعيا لمواقفها ودفاعها عن الحريات.

مبينة أنها صدمت للكم الهائل من حملات التشويه التي تعرضت لها بعد الثورة، وأن أغلبها شنّ من أطراف معروفة لديها، وقالت إن هذه الأطراف كانت تتّعمد الحديث عنها بالسوء في "الفيسبوك" بحجة أنها ضدّ الحجاب وضدّ التدين وضدّ الإسلام، مؤكدة أننا جميعا مسلمون في تونس وبالتالي فهي شائعات غير صحيحة.

تقول: "في البداية كانت الصدمة كبيرة على عائلتي وزوجي، ولكني تعوّدت تدريجيا وصارت لديّ مناعة وأصبحت أقوى من ذي قبل، وبالتالي مهما كان حجم النقد والتشويه فلم أعد أتأثرّ به، ولكن ما يصدمني أكثر هو سوء أخلاق بعض الناس".

ومن نشاطها ضمن حزب نداء تونس الذي كاد يقصى في السنة الأخيرة، من خلال قانون تحصين الثورة، ثم عاد ليتصدر سدّة الحكم بعد فوزه في الانتخابات التشريعية والرئاسية، وبذلك دخلت بشرى بالحاج حميدة المجلس النيابي.

تقول: "لم أكن أتخيّل للحظة أنّي سأصبح نائبة وأني سأصل إلى المجلس النيابي، لأشارك في إعداد القوانين وأبلغ مشاغل الناس، لقد عشت طيلة حياتي أتمنى المشاركة الفعلية في السياسة، كنت أنتخب منذ سن العشرين ضدّ النظام البائد ولأمارس حقي في الانتخاب، واليوم وبفضل الثورة أعيش حياتي السياسية كما حلمت سابقا وهي لحظات تاريخية..".

تألُّق حميدة جعلها تنال أخيرا جائزة "آنا ليند" والتي تمنح سنويا للأفراد والمنظمات التي تعمل على مقاومة التفرقة والتمييز والظلم، وتحترم حقوق الإنسان وتعمل على الالتزام بالدفاع عن الديمقراطية.

و"آنا ليندا" جائزة خاصة بذكرى رحيل وزيرة خارجية السويد السابقة آنّا ليند، والتي قتلت قبل اثني عشر عاما، طعنا بسكين شاب من أصول صربية.

المساهمون