مركز للحجر الصحي في مخيم عين الحلوة

مركز للحجر الصحي في مخيم عين الحلوة

02 يونيو 2020
قريباً تُفتح الأبواب لاستقبال من يحتاج علاجاً (العربي الجديد)
+ الخط -

وسط أزمة كورونا، تُسجَّل خشية كبيرة في المخيّمات الفلسطينية في لبنان من تفشّي الفيروس الجديد، سواءً على الصعيد الصحي أم الاقتصادي، نظراً إلى تدنّي مستوى الخدمات الطبية والاجتماعية التي تستطيع تقديمها وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في ظلّ تقليص الموارد المادية التي تقدّمها الدول المانحة. كذلك فإنّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد تساهم في تردّي الأوضاع أكثر في داخل المخيمات وخارجها.

وفي إطار الجهود من أجل مواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد، افتُتح أخيراً مركز علاج في "مركز سبلين (إلى الجنوب من بيروت) للتدريب المهني والتقني" التابع لوكالة أونروا، بحضور وزير الصحة العامة اللبناني حمد حسن. كذلك ثمّة مشروع مشابه يعمل عليه "مركز معاً للشباب والطفولة" في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في مدينة صيدا جنوبي لبنان. وتعمل وكالة أونروا على تأهيل قسم منه للحجر الصحي، في مدرسة السموع التابعة للوكالة في المخيّم، حتى يستقبل المصابين أو الأشخاص المشتبه في إصابتهم. والمشروع الذي أطلقه "مركز معاً للشباب والطفولة" بالتعاون مع "المؤسسة الأميركية لإغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى" (أنيرا) تموّله منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بالشراكة والاتفاق مع وكالة أونروا التي قدّمت المدرسة فيما تؤهّل القسم المخصص للحجر الصحي. كذلك سيتابع أطباء وممرضون موظفون لدى وكالة أونروا الحالات الصحية التي قد تستجدّ.

يقول إبراهيم ميعاري مدير "مركز معاً للشباب والطفولة" لـ"العربي الجديد" إنّ "المركز يهدف في الأساس إلى تأهيل التلاميذ المتسربين من المدارس مهنياً، ويعمل بالشراكة مع مؤسسة أنيرا وبتمويل من منظمة يونيسف. والدورات المهنية التي يقدّمها هي دورات في البناء والحدادة والكهرباء وشغل البلاط والطلاء". يضيف: "نحن نعمل على تعليم الناشئة والشبّان وتدريبهم وتطويرهم ليتمكّنوا من الخروج إلى سوق العمل. وفي هذه المرّة استهدفت الدورة 52 تلميذاً، علماً أنّنا كنّا قبل الإعلان عن الدورة قد فكّرنا في مشروع يستفيد هؤلاء منه من خلال تعلّم مهنة سريعاً. وهكذا استمرّت الدورة 21 يوماً فيما كان العمل قائماً على المشروع". ويوضح ميعاري: "وجدنا أنّ المخيّم يحتاج إلى مركز للحجر الصحي بسبب تفشّي فيروس كورونا الجديد، فتواصلنا مع وكالة أونروا ومنظمة يونيسف التي أمّنت التمويل، وكانت دورات في الحدادة والأدوات الصحية والكهرباء والبناء أشرف عليها متخصصون. في البداية، كانت دورة الحدادة، وكان التدريب بشكل عملي، إذ راح التلاميذ يطبّقون ما يتعلمونه في المركز. فقاموا بتفصيل أسرّة وتركيبها، فيما أمنّا حمّامات متنقلة وعمل هؤلاء على تجهيزها بالأدوات الصحية اللازمة والكهرباء. كذلك قمنا بصيانة الحمامات الموجودة في الأساس في المدرسة وبصيانة السطح وغرف الصفوف التي نحتاجها. بالتالي، تحوّلت هذه الدورات من تعليمية إلى منتجة، وكان كلّ تلميذ يتقاضى أجراً لقاء عمله قدره 10 دولارات يومياً".



ويتابع ميعاري: "لقد عملنا على أربع من غرف الصفوف التي لا تحتاجها المدرسة، في حين تعمل وكالة أونروا على تجهيز غرف أخرى للحجر الصحي. وعندما تنتهي الوكالة من ذلك، سنعلن عن المركز. كذلك نحن نعمل على تأمين ستائر للغرف وأغطية للأسرّة ووسادات، من خلال التعاون مع جمعية البرامج النسائية في مخيّم عين الحلوة". أمّا في ما يتعلّق بالشق الصحي البحت، فيقول ميعاري إنّ "وكالة أونروا تتكفّل بتأمين الطاقم الطبي اللازم وكلّ المستلزمات الصحية، إلى جانب تقديمها مدرسة السموع لإنجاز المشروع فيها"، لافتاً إلى أنّ "اختيار هذه المدرسة بالتحديد أتى لأنّ موقعها الجغرافي في المخيّم بعيد نوعاً ما عن المساكن". ويكمل ميعاري أنّه "في خلال هذه الدورات الأخيرة، استهدفنا ناشئة وشباناً متسرّبين من المدارس تراوحت أعمارهم ما بين 17 عاماً و24. وعند انتهاءها شعر هؤلاء بحسب ما قالوا بأنّهم كانوا منتجين، علماً أنّ التعلّم كان يترافق مع التطبيق على الأرض في الوقت نفسه. كذلك كان الأجر الذي تقاضوه في مقابل كلّ يوم تعلّم وتدريب مهماً بالنسبة إليهم، ونحن لجأنا إلى ذلك من باب تشجيعهم على العمل". ويؤكد ميعاري أنّ هؤلاء الناشئة والشبان "صاروا مؤهلين للانخراط في سوق العمل بعد تمكّنهم من تلك المهن الصغيرة".