مكافحة كورونا بالمخيمات الفلسطينيّة في لبنان

مكافحة كورونا بالمخيمات الفلسطينيّة في لبنان

13 مارس 2020
لهوٌ بالكمّامات (خليل العلي)
+ الخط -

مع تسجيل إصابات إضافية بـ فيروس كورونا الجديد في لبنان وإعلان وزارة الصحة العامة انتقال البلاد من مرحلة احتواء الفيروس إلى مرحلة الانتشار، راحت مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية تتّخذ إجراءات وقائية للحؤول دون انتشار العدوى في داخلها، وهي التي تشهد اكتظاظاً سكانيّاً. ومن المتوقع أن يعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن خطة يبدأ تنفيذها قريباً لمنع دخول أيّ شخص يُشتبه في إصابته إلى المخيّمات.

في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا (جنوب)، وهو أكبر المخيّمات في لبنان، أقفلت المدارس أبوابها التزاماً بقرار وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية. أمّا المراكز الاجتماعية التي تنظّم دورات دراسية وترفيهية، فقد خلت من الأطفال الذين التزموا بيوتهم أو أحياءهم، وسط تخوّف من انتشار الفيروس في المخيّم ومطالبة الأهالي بحملات توعية وإجراءات وقائية أكبر. وقد عُقدت في السياق اجتماعات ضمّت معنيين في لجان الأحياء في عين الحلوة وقسم الصحة في وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني الفلسطيني، من أجل التنسيق في ما بينهم لاتّخاذ الخطوات اللازمة من أجل توعية سكان المخيّم وتنفيذ الإجراءات الضرورية.

الإمكانات محدودة (خليل العلي)












يقول رئيس دائرة الصحة في وكالة أونروا في لبنان، عبد الحكيم شناعة، لـ"العربي الجديد"، إنّه "بعد حملات توعية نظمتها أونروا، تمّ شراء كميات كبيرة من الصابون وسوائل تعقيم اليدَين على أن تُوَزّع على كلّ مدارس الوكالة، فيستفيد منها التلاميذ والمدرّسون بعد عودتهم. كذلك سوف تُوَزّع كميات منها في الأسبوع المقبل على مختلف العيادات الصحية التابعة لأونروا". يضيف شناعة أنّ "حملة التوعية طالبت الناس بعدم التوجّه إلى عيادات أونروا في حال لم يتوفّر مبرّر حقيقي لذلك، لا سيّما أنّ كثيرين يصطحبون أبناءهم معهم إلى تلك المراكز الصحية التي تشهد عادة ازدحاماً. والهدف من ذلك التقليل من الاكتظاظ الذي قد يساهم في انتقال عدوى كورونا، في حال وجود شخص مصاب"، مشدداً على "ضرورة أن يلتزم المترددون على تلك العيادات بجدول المواعيد".




كذلك، يلفت شناعة إلى أنّ "أونروا ستباشر بتعقيم الطاولات والكراسي والمكاتب في المدارس والعيادات الصحيّة، وذلك في سياق الجهود المبذولة للحدّ من انتشار الفيروس". ويطلب من "كلّ شخص يشعر بأعراض، من قبيل ارتفاع درجة الحرارة والسعال وضيق في التنفّس، الاتصال مباشرة بالخط الساخن (1214)، الذي خصّصته وزارة الصحة العامة لهذا الغرض، وعدم التوجّه إلى أيّ عيادة كي لا ينقل العدوى المحتملة إلى أيّ شخص آخر، كذلك في الإمكان الاتصال بأطباء أونروا الذين يعملون كمراقبين في داخل المستشفيات المتعاقدة مع الوكالة". ويؤكد شناعة أنّ "المستشفيات الحكومية اللبنانية تستقبل الفلسطينيين في حال إصابتهم بفيروس كورونا الجديد، فيما تمّ التنسيق مع الجهات المعنية للسماح لمركبات الصليب الأحمر اللبناني بالدخول إلى المخيمات في حال دعت الحاجة إلى نقل مصاب إلى مستشفى".

محاولة تعقيم في المخيّم (خليل العلي)












من جهته، عمد الدفاع المدني الفلسطيني إلى تنفيذ حملة تعقيم في المخيّمات الستّة الموجود فيها، وهي مخيّما عين الحلوة والبرج الشمالي في الجنوب، ومخيّما برج البراجنة وشاتيلا في بيروت، ومخيّما البداوي ونهر البارد في الشمال. يقول قائد فوج مخيّم عين الحلوة، تامر الخطيب، لـ"العربي الجديد": "قمنا بحملة رشّ مواد معقّمة في الأماكن التي تشهد اكتظاظاً في المخيّم هنا، مثل سوق الخضار، بالإضافة إلى مدارس أونروا ورياض الأطفال والمساجد ومؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب وسائل نقل الأطفال". يضيف: "كذلك عقّمنا التجمّعات الفلسطينية الموجودة في خارج المخيّم، بالإضافة إلى مخيّمات أخرى لا وجود للدفاع المدني فيها. ونحن مستعدّون لتلبية طلب أيّ مؤسسة فلسطينيّة في هذا الإطار".

أمّا المدير التنفيذي لجمعية الإسعاف الإنسانية، موسى قاسم، فيرى أنّ ما يُطبَّق غير كافٍ ويطالب بـ"مزيد من حملات التوعية بكلّ الوسائل المتاحة، لا سيّما وسائل التواصل الاجتماعي، كي لا يُسجَّل أيّ استهتار في ما يخصّ الحدّ من انتشار الفيروس الجديد، خصوصاً أنّ مخيّم عين الحلوة يضمّ عدداً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين". ويقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "أطقم الإسعاف في داخل المخيّم غير مجهّزة للتعامل مع إصابة قد تستجدّ"، موجّهاً "نداءً إلى المرجعيات الفلسطينية حتى تؤمّن مستلزمات فرق الإسعاف الأوّلي من بزّات عزل وتعقيم وغيرها من الضروريات لحماية الأطقم الصحية والمرضى".



في السياق، يؤكد مدير مستشفى الهمشري التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، رياض أبو العينين، لـ"العربي الجديد"، أنّ "أيّ إصابة لم تظهر حتى الآن بين الفلسطينيين، خصوصاً في المخيّمات على كلّ الأراضي اللبنانيّة، وقد وُضعت خطّة لكيفية التعاطي مع الإصابات المحتملة. فجُهّزت مركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني بالمعدّات اللازمة، كذلك جُهّزت الأطقم الطبيّة بالبزّات الخاصة المضادة لنقل العدوى". يضيف أبو العينين أنّ "كلّ أطقم الإسعاف باتت جاهزة ومستعدّة لنقل أيّ حالة من داخل المخيّم وتسليمها إلى الصليب الأحمر اللبناني لينقلها بدوره إلى المستشفى في بيروت، خصوصاً أنّ لا مستشفيات مجهّزة في جنوب لبنان لاستقبال المصابين بفيروس كورونا".

المساهمون