عودة ظاهرة اعتقال الناشطين إلى العراق: تنكيل وحلاقة "صفر"

عودة ظاهرة اعتقال الناشطين إلى العراق: تنكيل وحلاقة "صفر"

04 ابريل 2019
اعتقال مدونين عراقيين لانتقادهم تردي الخدمات (فيسبوك)
+ الخط -

شهدت مدن غرب وشمال العراق خلال الأسابيع الأخيرة، حالات تضييق على ناشطين ومدونين، واعتقال عدد آخر منهم، على خلفية نشرهم انتقادات لسياسيين أو مسؤولين محليين، ما دفع منظمات حقوقية عراقية إلى التحذير من اتساع الظاهرة، والدعوة إلى احترام القانون الذي يكفل حرية التعبير عن الرأي.

وقالت مصادر حقوقية في الأنبار ونينوى، إن الأسابيع الثلاثة الماضية شهدت اعتقال ستة ناشطين ومدونين في المحافظتين المحررتين من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، على خلفية دعاوى قضائية قدمها سياسيون ومسؤولون حكوميون، انتقدهم هؤلاء النشطاء في ملفات يتعلق أغلبها بالخدمات المتردية.

وأكد مصدر أمني في محافظة الأنبار أنه أفرج أمس الأربعاء عن آخر الناشطين المعتقلين، وهو محمد جاسم، الذي تم اعتقاله بسبب توجيهه انتقادات لمسؤولين محليين عبر "فيسبوك"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "جاسم اعتقلته قوة أمنية داهمت منزله في الأنبار، بعد ساعات على نشره انتقادات لمسؤولي بلدة الحبانية، وأفرج عنه بأمر قضائي مقابل كفالة مالية".

وقال الناشط المفرج عنه، إن قوات الأمن نقلته فور اعتقاله من منزله إلى السجن، موضحاً خلال تصريح صحافي أن "عناصر الأمن قاموا بمعاقبتي بحلاقة شعري نمرة (صفر) فور اعتقالي، وقبل إحالتي على قاضي التحقيق".

وانتقد الناشط الحقوقي زياد حامد العقوبة التي تلقاها جاسم، وقال لـ"العربي الجديد"، إنها تذكره بعقوبات النظام العراقي السابق حين كان عدي صدام حسين يأمر بحلاقة شعر لاعبي المنتخب العراقي نمرة "صفر" كلما خسروا مباراة لكرة القدم، وطالب الحكومة والبرلمان بمواجهة تجاوزات قوات الأمن التي تتطاول على كرامة الناشطين.

وأضاف حامد: "مثل هذه التصرفات تهدف إلى ترهيب الشرفاء أو منعهم من انتقاد الفساد والظواهر السلبية، وستقوم منظمات المجتمع المدني بحملات لمواجهة تجاوزات السلطات التي تحاول تكميم الأفواه".

وقال مركز النماء لحقوق الإنسان، إنه بذل جهوداً حثيثة أسفرت عن إطلاق سراح الناشط محمد جاسم بعد اعتقاله دون مبرر واضح، وبدون توجيه تهمة له.

وكان جاسم قد وجه رسالة في الأول من الشهر الحالي إلى قائمقام (رئيس بلدة) الحبانية، دعاه فيها إلى متابعة غرق بعض المناطق بمياه الأمطار، واستخدم فيها ألفاظاً تهكمية للسخرية من تقصير المسؤولين المحليين.




وتعدّ الواقعة هي الثانية خلال أقل من أسبوع، إذ اعتقلت السلطات الناشط المدني أبو بكر العزاوي في مدينة الفلوجة، وأطلقت سراحه بعدما قضى ثلاثة أيام في السجن بسب آرائه الناقدة لتقصير المسؤولين الحكوميين عبر فيسبوك.

كذلك، كشفت الناشطة سهى الحسن من الموصل، أن الشرطة أفرجت عن ناشط تم اعتقاله بسبب انتقاده لمسؤولين زاروا مكان غرق العبّارة المنكوبة، معتبراً أنهم "فاشلون"، وشركاء في الجريمة. وأكدت لـ"العربي الجديد"، أن الناشط وليد الحمداني أفرج عنه بعد التنازل عن الدعوى المقامة ضده بضغط من عشيرة الناشط ووساطات.