تعليم الجيل "زد"

تعليم الجيل "زد"

24 مارس 2019
يصعب إبعادهم عن هواتفهم (Getty)
+ الخط -

يختلف طلاب اليوم عن طلاب الأجيال السابقة، ولا بدّ من أن نفهم ذلك جيداً عندما نعلّمهم. هذا ما يكتبه الأستاذ المحاضر في جامعة "إدنبرغ" البريطانية، سايمون بيمز، في مقال نشره موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" الأكاديمي المتخصص. يقول: "عملت في جامعة اسكتلندية لمدة 14 عاماً، ويبدو أنّ طلابي الحاليين مختلفون بشكل ملحوظ عن الطلاب الذين علّمتهم في أوائل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. ربما لا ينبغي أن أفاجأ فالعالم قد تغيّر بشكل لا يقاس على مدار العشرين عاماً الماضية".

يضيف بيمز: "يقترح أولئك الذين بنوا نظريات الأجيال الاجتماعية أنّني من أبناء الجيل إكس، فأنا مولود ما بين عامي 1965 و1980، وفي محاولة لتدريس الجيل زد، المولود بين عامي 1995 و2010 (الذي خلف جيل الألفية)، لا بدّ من أن أبلي بلاءً أفضل من مجرد تقديم محتوى القرن التاسع عشر، في مباني القرن العشرين، إلى طلاب القرن الحادي والعشرين. ربما ينظر معظمنا إلى الجيل زد على أنّ أبناءه لا يفعلون غير استخدام وسائل الاتصال والتواصل الحديثة، ويفضلون الألعاب والتطبيقات الاجتماعية على الكتب والتلفزيون. ويلاحظ جان توينجي، أستاذ علم النفس بجامعة ولاية سان دييغو الأميركية، في كتابه الأخير، آي جين، أنّ كثيرين من أبناء هذا الجيل يفضلون البقاء وحدهم، كأن يمضوا الأمسيات في المنزل، لكن مع البقاء على اتصال وثيق بأقرانهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

يتابع بيمز: "هذا الجيل يشعر بالقلق بشأن المستقبل، فقد شهد أبناؤه الأزمة المالية العالمية، وشهدوا الدمار الذي سببته الكوارث البيئية الناجمة عن تغير المناخ، وشهدوا فظائع على الإنترنت تراوح من عمليات الإعدام إلى الهجمات الكيميائية. كذلك هناك قلق على هذا الجيل يتعلق بالصحة البدنية والعقلية، فهناك دليل على زيادة في السمنة لدى المراهقين وزيادة حالات الاكتئاب واضطرابات الأكل والأمراض الناجمة عن التوتر بسبب الإنترنت بالذات".




ويكمل بيمز: "نحن نعلم أنّ هذا الجيل مهتم جداً بالمستقبل ويريد تغيير العالم. هؤلاء الطلاب قادرون على التعلم الذاتي والتفكير النقدي، وهكذا فبدلاً من الدروس الأكاديمية المجردة لا بدّ من ربط الدروس بالواقع الذي يعيشونه. كذلك، لا بدّ من استخدام طرق تعليمية تسمح بالتعلم الإبداعي والتفاعلي، باستغلال التكنولوجيا. وفي الوقت عينه لا بدّ من دعمهم معنوياً باستمرار لجعلهم متمكنين تماماً من دون إحباطهم. لكن، في المقابل، فإنّ تخليصهم من السموم الرقمية مطلوب بشدة، إذ لا بدّ من ضمان حصول الطلاب على فترات خالية من التكنولوجيا تماماً".

المساهمون