الانتحار بين الطلاب المبتعثين والمواطنين

الانتحار بين الطلاب المبتعثين والمواطنين

29 يناير 2019
في جامعة "بارك" بملبورن (جف غرينبرغ/ Getty)
+ الخط -
خلصت دراسة أسترالية إلى أنّ الطلاب الدوليين، أو المبتعثين، أكثر قابلية للانتحار بصمت ومن دون أيّ سابق إنذار، مقارنة بزملائهم المواطنين. وبالرغم من ذلك، فإنّ كثيرين من بينهم يظهرون، كما المواطنين، إشارات على خطورة وضعهم، مفترضة أنّ في الإمكان تدارك مثل هذه الحوادث المأساوية إذا تيقظ الأصدقاء والأهل إلى تلك الإشارات.

يعرض موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" الأكاديمي المتخصص الدراسة التي أجرتها دائرة التحقيقات الجنائية في محكمة ولاية فيكتوريا الأسترالية، والتي جاءت في إطار التحقيق حول مقتل الطالب الصيني زيكاي ليو، الذي رمى نفسه من شرفة غرفته في مارس/ آذار 2016. وكان الشاب الذي مات بعمر 24 عاماً قد جاء إلى أستراليا قبل أربعة أشهر فقط من موته، للالتحاق بجامعة "ملبورن". وتظهر التحقيقات أنّ ليو عانى من اكتئاب تسببت به الحياة الأكاديمية والصعوبات اللغوية. وبينما أخفى عن شقيقته التي كانت تعيش معه هذه المشاكل، فقد اعترف لوالدته البعيدة بأنّه يفكر بالانتحار.

توصلت الدراسة إلى أنّ ستة طلاب دوليين انتحروا سنوياً كمعدل، في ولاية فيكتوريا وحدها، مع وصول عدد الحالات إلى 27 انتحاراً مؤكداً، و16 حالة وفاة يشتبه بأنّها انتحار، خلال سبع سنوات بين 2009 و2015. وبحسب هذه النتائج، توصلت الدراسة إلى أنّ أكثر الطلاب الأجانب عرضة للانتحار كانوا من الآسيويين (24 من أصل 27) الذكور ما دون الخامسة والعشرين من العمر، والذين يدرسون في جامعات، وليس في مدارس ومعاهد مهنية.

كذلك، تجلت فوارق ما بين الطلاب المنتحرين الأستراليين والدوليين، فالأستراليون (لم تذكر الدراسة عددهم)، يرجح أن تكون دوافعهم للانتحار نابعة أكثر من مشاكل قانونية، أو جندرية، أو جنسية، أو مرتبطة بالإساءة إليهم. أما المولودون في الخارج من الطلاب فدوافعهم الأبرز الضغوط الأكاديمية أو المالية.




ظهر من الدراسة أنّ الطلاب الأجانب والأستراليين المنتحرين على حدّ سواء، أظهروا إشارات على نيتهم تلك، لكنّ دوافعهم كانت مختلفة، كما أنّ الإشارات في حالة الأجانب كانت أقل وهجاً. وأشارت إلى أنّ عدداً من الطلاب الأجانب المنتحرين كانوا قد رسبوا في امتحاناتهم، وكانوا قلقين من احتمال اكتشاف أهاليهم ذلك.

وأوصت الدراسة وزارة التعليم الأسترالية بتوفير خدمات الصحة العقلية للطلاب الأجانب، كما حثت إدارات الجامعات والمعاهد على إبلاغ دوائر التحقيق الجنائي بأيّ حالات وفاة لطلاب أجانب، والتشارك في المعلومات البحثية والنقدية حول تلك الحالات.

المساهمون