"سفن الصحراء"... إرث الأجداد الباقي لعصر الزيوت في السودان

"سفن الصحراء"... إرث الأجداد الباقي لعصر الزيوت في السودان

الخرطوم

مهند الحسين

avata
مهند الحسين
22 ديسمبر 2018
+ الخط -
لا تزال معاصر الزيوت التقليدية التي تجرّها الجِمال في السودان تعمل بكفاءة كبيرة، وبالطريقة ذاتها التي كانت تستخدمها المجتمعات القديمة قبل مئات السنين.

ولاستخراج زيت السمسم بهذه الطريقة، ينبغي أن يسير الجمل بشكل دائري معصوب العينين لأكثر من أربع ساعات متواصلة، للحصول على 10 لترات من الزيت الصافي، ما يعني أن هذا الحيوان يبذل مجهودا كبيرا في سبيل استخراج الزيت.

وفي السياق، يقول المواطن السوداني عبد الله كباشي، (35) عاماً، الذي أنشأ معصرته التقليدية في مدينة أم درمان بولاية الخرطوم، إنه "ورث هذه المهنة عن أجداده وحافظ عليها، لكون الزيوت المستخلصة منها لا تزال تجد رواجاً لدى الكثيرين".

ويضيف كباشي، لـ"العربي الجديد"، أن زيت المعاصر التقليدية هو المفضل لدى السودانيين، باعتباره طبيعياً وخالياً من الإضافات الكيميائية، عكس الزيوت المصنّعة".

ويعمل كباشي على ثلاث فترات في اليوم للحصول على 30 لتراً من الزيت يبيعها بأكثر من ثلاثة آلاف جنيه، وتمثل دخلاً جيداً له بعد سداد نفقات الإنتاج المتمثلة في خام حبوب السمسم وشراء العلف للجمال التي تعد محركات حيوية لاستخلاص هذه الزيوت.

وتتكون المعاصر التقليدية من جذوع شجر النيم، بالإضافة إلى بعض الأخشاب التي تساعد في الضغط اللازم والمتواصل للحصول على الزيت.

ويقول كباشي إنه لا يعرف لماذا استخدم أسلافه سفن الصحراء تحديداً لهذه المهمة، ولم تراودهم فكرة استخدام أي حيوان آخر غيرها. لكنه يرجح أنهم فعلوا ذلك ليقينهم أن الجمال أكثر صبراً وتحمّلاً للمشقة المتواصلة التي يفرضها عمل كهذا.

ويوضح أنّ الجمال التي تنتدب لهذه المهمة، غالبا ما تخضع لتدريب وترويض من أصحابها، قبل أن تباشر مهمة دورانها، قصد استخلاص الزيوت الطبيعية.




ويُستخدم زيت السمسم المنتَج من المعاصِر التقليدية، في العديد من الأكلات الشعبية، خاصة أنه ذو رائحة نفّاذة ومستحبة للكثيرين. كما يلجأ البعض إلى استخدامه كعلاج للالتهابات ونزلات البرد عن الأطفال.

دلالات

ذات صلة

الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة
نازحون سودانيون في مدرسة في وادي حلفا 1 (أشرف شاذلي/ فرانس برس)

مجتمع

في فناء رملي لمدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء للنازحين في شمال السودان، يلعب أطفال بالكرة. من حولهم، ينتظر عشرات الأشخاص المنهكين الفارين من الحرب، منذ أشهر، تأشيرة دخول الى مصر.
الصورة
تشاد (مهند بلال/ فرانس برس)

مجتمع

فرّ مئات الآلاف من السودانيين من الحرب في بلادهم إلى تشاد، ووجدوا الأمان في أكواخ هشّة في مناطق صحراوية، لكنّهم باتوا أمام تحدٍّ لا يقلّ صعوبة وهو إيجاد الرعاية الطبية والأدوية للبقاء على قيد الحياة.
الصورة
مطار إسطنبول الدولي (محمت إيسير/ الأناضول)

مجتمع

استغاثت ثلاث عائلات مصرية معارضة لإنقاذها من الترحيل إلى العاصمة المصرية القاهرة، إثر احتجازها في مطار إسطنبول الدولي، بعدما هربت من ويلات الحرب في السودان عقب سبع سنوات قضتها هناك، مناشدة السلطات التركية الاستجابة لمطلبها في الحماية