"نصيحة" على بسطة مالك حبوش

"نصيحة" على بسطة مالك حبوش

27 يونيو 2017
أثناء التصوير (محمد الحجار)
+ الخط -
لم يحظَ بفرصة عمل في مجال دراسته في الإعلام. على مدى سبعة أعوام، سعى إلى إيجاد فرصة عمل، إلّا أنّ محاولاته باءت بالفشل. مع ذلك، اشتهر في قطاع غزة، هو الذي رفض الاستسلام لواقعه والبقاء في البيت. ولأنّه شغوف بالإعلام، انتقل من الاستوديو، حيث طواقم المصورين والمخرجين والكاميرات وغيرها، إلى وسط الشارع في الحي الذي يقيم فيه. جعل من بسطته منبراً للاطلالة على الآخرين، ويساعده صديقه بالتصوير والإنتاج، بإمكانيات متواضعة إذ يملكان كاميرا صغيرة.

مالك سليم حبوش (26 عاماً)، تخرّج من جامعة الأزهر في عام 2010، وقد درس العلاقات العامة والإعلام. كذلك، تخرّج من جامعة فلسطين في عام 2014، وقد تخصّص في مجال الإذاعة والتلفزيون. في الوقت الحالي، يتابعه كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أثبت قدرات إبداعية من خلال بسطته الصغيرة.

إذاً، من خلال بسطته هذه، يقدّم برنامجاً مدته قصيرة يغلب عليه الطابع الاجتماعي، ويتضمن نصائح للمجتمع الفلسطيني والغزاوي بشكل خاص، في ظلّ المعاناة اليومية من أزمات نفسيّة ومشاكل اجتماعية وغيرها. أسلوبه البسيط أثار انتباه كثيرين، وأصبح الناس ينتظرون برنامجه، بل ويتداولونه.

منذ تخرّجه في عام 2010، وهو يبحث عن فرصة عمل في مجال الإعلام، لكنه لاحظ أنّ معظم الخرّيجين يعملون كمتطوّعين. مع ذلك، حاول كثيراً إيجاد فرصة عمل مناسبة رغم إدراكه أنّ المجالات محدودة، عدا عن المحسوبيات في البلاد. كما أنّ مصادقة الصحافيّين الذين يتحكّمون في الإعلام في القطاع هي الباب للتوظيف، بحسبه. بداية، عمل مذيعاً متدرباً ومصوّراَ في موقع إلكتروني على مدى ثلاثة أشهر، من دون أن يؤدي الأمر إلى أن يثبّت في الوظيفة. وفي ظل انعدام الفرص، قرر في شهر ديسمبر/ كانون الثاني الماضي افتتاح بسطة لبيع المشروبات الساخنة والشطائر.



وخلال شهر رمضان، كان يبيع أيضاً مشروبات الخروب والكركديه وجوز الهند والمخلّلات. في أحد الأيّام، قرّر إطلاق برنامج اجتماعي. وكان هذا تحديّاً كونه لا يتقاضى أي راتب على عمله هذا. إلى جانب بسطته، يظهر قدرة لافتة على الوقوف أمام الكاميرا، ويناقش بعض العادات الاجتماعية السيّئة، خصوصاً تلك التي يعتقد البعض أنها ترتبط بالدين، وغيرها من الأمور.

شغوف بالإعلام (محمد الحجار) 


يقول مالك لـ "العربي الجديد": "لست مُصلِحاً اجتماعيّاً، لكنّني قررت إثارة القضايا الاجتماعية السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي. في كل حلقة، أتناول قضية معينة، لافتاً إلى أن مدة الحلقة لا تتجاوز الثلاث دقائق. برأيه، يحب الجمهور الاختصار، "فقد بتنا أمام جمهور السرعة".

أبرز القضايا التي تناولها ضمن "نصيحة" كانت قضية انشغال المجتمع العربي والفلسطيني في عروض المسلسلات الرمضانيّة على الشاشات، وقدّم نصائح حول كيفية استغلال شهر رمضان في تعزيز الروابط الاجتماعية من دون نسيان الفرائض الدينية، إضافة إلى محاولات الحد من الخلافات في المجتمع. برأيه، يمكن متابعة المسلسلات في وقت لاحق لأنّها ستعاد بعد انقضاء شهر رمضان.

يحضر العصائر (محمد الحجار) 


في حلقة أخرى، تناول أهم الأمور أو القضايا التي يتداولها الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، منها تصوير الأطعمة ونشرها على هذه المواقع. برأيه، فإن هؤلاء لا يشعرون بالفقراء الذين لا يستطيعون إعداد موائد كهذه، لافتاً إلى أن نسبة كبيرة من الناس يرمون الطعام المتبقي بعد الإفطار. كذلك، تناول العصبية المفرطة قبل موعد الإفطار.

في إحدى حلقاته التي حملت عنوان: "لماذا رمضان زمان أجمل"؟ والتي كسر فيها حاجز الدقائق الثلاث، ذكّر الشباب من جيله بأهم المسلسلات الاجتماعية والرسوم المتحركة وأغاني رمضان القديمة، والفرق بين ما كانوا يشاهدونه وما يشاهدونه اليوم، خصوصاً أن الأسرة على سبيل المثال كانت تكتفي بمسلسل واحد.

في عمله، يستعين مالك بصديقه خالد سكر الذي يصوّر وينتج كل الحلقات. يضيف: "من خلال البسطة، لفت مالك أنظار كثيرين. أنا سعيد لأنّ بعض الأطفال يقلّدونني. من هنا، أشعر بأن فكرتي وصلت". بعض البرامج الإذاعيّة المحليّة استضافت مالك للحديث عن تجربته، هو الذي أصرّ على العمل في مجال تخصّصه. لذلك، يقول إنّه ينوي الاستمرار في تقديم برنامجه "نصيحة" بعد شهر رمضان، بأسلوب متطور، من دون نسف فكرة النصائح الاجتماعية. يضيف أنّه ينوي إضافة أفكار أخرى رياضية وثقافية وصحية.