أيادٍ فلسطينية لمساعدة الناس

أيادٍ فلسطينية لمساعدة الناس

18 يونيو 2017
ينظم المتطوّعون إفطارات جماعية للعائلات الفقيرة (العربي الجديد)
+ الخط -
تواظب مجموعة من الشباب الفلسطيني في مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة، للعام الثاني على التوالي، على مساعدة العائلات والأسر الفلسطينية الفقيرة والمهمشة في شهر رمضان المبارك. وتعتمد المجموعة على جمع التبرعات من جمعيات ومؤسسات فلسطينية محلية، فتؤمن لتلك العائلات طروداً غذائية تتضمن مواد أساسية تساعدها في وجبات إفطارها اليومية.

يطلق المتطوعون على مجموعتهم اسم "لنا بصمة"، وهو فريق مكوّن من شبان وشابات من مختلف مناطق بيت لحم، بداية عملهم كانت مع الأشخاص المعوّقين، قبل أن تتطوّر فكرتهم لمساعدة العائلات والأسر الفقيرة والمهمشة.

يقول أحد أعضاء "لنا بصمة"، أدهم زبون، لـ"العربي الجديد"، إن مجموعتهم انطلقت بالأساس في جامعة القدس المفتوحة بالمدينة وضمّت عدداً من طلبتها لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد طلب الكثير من الشباب الانضمام إليها لما تحمله الفكرة من أهداف إنسانية وروح العمل التطوعي، تطوّرت وأصبحت تشمل نشاطات تصل إلى الفقراء والأطفال المرضى وكبار السن.

يشرح زبون أنهم يحاولون قدر المستطاع تأمين الطرود الغذائية ذات الجودة العالية، وبصورة منظمة ومرتبة، احتراماً لكرامة العائلات الفقيرة ولتليق بما يتناسب مع شهر رمضان، ويكثفون بالتالي جهودهم في جمع التبرعات إلى جانب المؤسسات والأفراد، كي يصلوا إلى أكبر عدد ممكن من تلك العائلات. كما ينظم المتطوّعون إفطارات جماعية للعائلات الفقيرة، بهدف نشر الأجواء الجميلة لشهر الصوم في ما بينها، خصوصاً الأطفال، وتعزيز روح التعاون بين المتطوعين الذين يساهمون بجزء من تكاليف وجبات الطعام عل حسابهم الخاص.

ويتوجه أفراد المجموعة كل يوم جمعة إلى حاجز "300" العسكري الذي يقيمه الاحتلال عند مدخل مدينة بيت لحم الشمالي، وهو نقطة عبور للفلسطينيين الذين لا تسمح لهم سلطات الاحتلال بالدخول إلى مدينة القدس المحتلة من أجل صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، فيعمدون إلى مساعدة المسنّين أثناء وقت الذروة والضغط عبر الحاجز.

وبحسب زبون، فإن مهمات المتطوعين تتعدد عند الحاجز، مثل مساعدة المسنين على عبور الشوارع، وإرشادهم، أو توجيههم إلى المسلك الصحيح على الحاجز نحو القدس المحتلة، والمساعدة في تخفيف أزمة العبور، ومراقبة المسنين من أي تدهور صحي قد يطرأ عليهم لا سيما في ذروة حرارة الشمس في ساعات الظهيرة.


وينتشر متطوعو "لنا بصمة" على مفترقات الطرقات طيلة أيام شهر رمضان لتوزيع الماء والتمور على سائقي وركاب الآليات الفلسطينية الذين فاتهم موعد الإفطار، "فالأيادي المعطاءة تريد أن تكون لها بصمة في كل مكان يحتاجها في مدينة بيت لحم ومحيطها".

ولا تقتصر نشاطات الفريق على شهر رمضان، فثمة العديد من النشاطات الترفيهية والتثقيفية والمجتمعية التي ينفذها. فخلال الأعياد سيقومون بزيارة كبار السن في دور العجزة. يقول زبون: "نحمل لهم رسالة بأننا نقف إلى جانبهم ونشعر بهم في الوقت الذي هم بأمس الحاجة فيه إلى من يقف بجانبهم". كذلك سيتوجه أعضاء "لنا بصمة" إلى أقسام الأطفال في مستشفيات مدينة بيت لحم، من أجل زيارتهم وتنظيم نشاطات ترفيهية لهم وتوزيع الهدايا لرسم الابتسامة على وجوههم ومحاولة التخفيف من ألمهم ولو لبعض الوقت.

وتطمح "الأيادي المعطاءة" في أن تصل خلال شهر رمضان إلى أكبر عدد ممكن من العائلات الفقيرة والمهمشة، وترك بصمة الخير التي تحملها في نفوسهم، ونشر روح العمل التطوعي في أروقة مدينة بيت لحم، آملةً أن تمتد إلى مدن أخرى في الضفة الغربية المحتلة. يتحدث زبون بحماس عن التفاعل وردود الأفعال المميزة لدى العديد ممن يسعدون بالشبان والشابات الذين كرسوا وقتهم وجهدهم من أجل مساعدتهم.

تواصل افتراضي
يتواصل أعضاء المجموعة في ما بينهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث يخططون لتنظيم النشاطات التطوعية الخاصة بهم، ويقدّمون الاقتراحات، ويجمعون التبرعات من القادرين في المدينة، ويوثقون لحظاتهم عبر صفحاتهم الخاصة على "فيسبوك"، والتي تعتبر مساحةً لتشجيع الناس على التبرّع والتطوّع.