طفل وحيد

طفل وحيد

06 مايو 2017
ليس له شقيق أو شقيقة (يانا باسكوفا/ Getty)
+ الخط -
طفل واحد. طفل وحيد. لا فرق. عبارة من كلمتين. وحدهم الناس يضيفون إليها كثيراً. "حرام". "سيتربّى وحيداً". "سيشعر بالوحدة". كما أنّ هذا الخيار، يزيد الأعباء عليه. ما من شقيق أو شقيقة يتقاسم وإياه مسؤوليتكما (الأهل). ولن يكون له سند في الحياة.

وهناك المزيد. لن يقول الأهل "لا" للطفل الوحيد. ربّما يحصل على كل ما يرغب به. لذلك، يطلق عليه الناس أحكاماً لا حصر لها. يبدو خيار "الطفل الوحيد" في بلادنا مفزعاً. والأصعب أن يكون خياراً. طفل واحد لا أكثر. هل يخشى الأهل العدد مثلاً أم أن المشكلة في كائن ثانٍ؟ هذا الطفل الوحيد سيطلب حتماً شقيقاً يلعب وإياه، وسيرغب في أن يقول لزملائه في المدرسة إن لي شقيقاً أو شقيقة. يعرب عن رغبته في شقيق. هل يشعر بالوحدة؟ ثمّ ما كل هذا الحمل الملقى على الأهل؟ هؤلاء مجبرون على تأمين كل ما أمكن لتسليته. لطالما رُدّد أن "الولد بدّو بلد" (الطفل يحتاج إلى طفل آخر).

وما أقدر الناس على الحكي، والثرثرة لا تتعبهم بقدر ما تتعب الآخرين. واعتدنا، في بلادنا أيضاً، الاستماع إليها، وقبل أن نتّخذ خياراً بـ "الانفصال" عنها وعن تبعاتها، نكون قد أفرطنا في التفكير فيها.

ربّما إذا سألنا الناس عن سبب إنجابهم الطفل الأوّل، لن تكون الأجوبة دقيقة غالباً. قلّة هم الذين يفكّرون في قرار الإنجاب. هو قرار فحسب. هو عاطفة وتتمّة لعائلة بدأها شخصان. هو، كما ردّدت أمهات وآباء سابقون، سبب بقائهم في الحياة. أيضاً، هو ضمانة لهم حين يكبرون في السنّ.

بعض النساء اللواتي يختبرن تجربة الطفل الأوّل، يصدمن. الطفل الصغير الموجود على مقربة منهن لا يشبه الصورة المتخيّلة. والمشاعر لا تظهر بسحر ساحر. هي علاقة تبنى قبل أن تتخذ شكلاً نهائياً هو ببساطة حبّ كبير، الحب الوحيد الذي لا يخفت مع الوقت. بدلاً من الصورة المتخيّلة، أخرى حقيقية تفرض حياة مختلفة تماماً. هذه التجربة، بتعبها، قد تكون بالنسبة لبعضهم محفزاً، ولبعضهم الآخر عائقاً. والإجابة عن سبب اتخاذ خيار الإنجاب، يساعدنا على معرفة دورهم في الحياة. هل الأطفال تجسيد للحب والغريزة فقط؟ أم يضاف إليهم أسباب أخرى قد تكون اقتصادية؟ والملل، قد يكون أنانية مطلقة، كأنّنا نتسلّى بالأطفال.

ربّما تكمن المشكلة في أنّنا بتنا نفكّر، كما أن العائلة تحولت إلى خيار ثان. بات هناك اكتراث أكبر لمشاعرنا كأشخاص، ومدى قدرتنا على التحمل. وهل يحتاج الكوكب إلى مزيد من البشر؟ لا طفل، أو طفل وحيد أو أكثر، هذا خيار، والخيار لا ينبع إلا من تجربة.

دلالات

المساهمون