#سبينر

#سبينر

13 مايو 2017
جاهزون لبدء العرض؟ (Getty)
+ الخط -

كان صوته مثل منبّه. وهو في الحقيقة، كان ينبّه صاحبه إلى حاجته إلى أمر ما. كان مجرد صورة تعطش وتجوع وتحتاج إلى قضاء الحاجة والنوم. مجرّد صورة في جهاز صغير متوفّر بألوان مختلفة. "زازو". هذا المخلوق أو اللعبة أو الآلة، باتت في أيادي الصغار والمراهقين. أتذكرونها؟ موجةٌ تجارية تُخلق لها مبرّرات نفسية أو اجتماعية ثم تختفي.

والموجة الأولى جرّت وراءها موجات عدّة. واليوم، بتنا ندور. إنّه عصر "سبينر". طفلٌ في الخامسة من عمره يريد هذه اللعبة التي تدور على نفسها. فجأةً، تصبح حاجة. كأنّ حياة الأطفال والتلاميذ كانت ناقصة قبل ظهورها. كأنّهم كانوا معتلين، ما من شيء يحملونه للتسلية في الصف أو أثناء الاستراحة.

على الأرجح، ثمّة خلل في كلّ ألعاب الحركة. الكرة لم تعد مغرية. "السبينر" هي الحلّ إذاً. على الإنترنت فيديوهات كثيرة صوّرها شباب، تُظهر كيفية اللعب فيها أرضاً وجواً وبحراً، داخل الصفّ من دون أن يكتشف الأستاذ، وفي المنزل أثناء تناول الغداء. يمكن مثلاَ جعلها تقفز من صحنٍ إلى آخر. ليس إلى هذه الدرجة ربّما، لكنّها قابلة للتطوّر. كان "فيسبوك" مجرّد فكرة بدأت داخل جامعة، وبات له اليوم خبراؤه، من أصحاب النظارات السميكة.

"سبينر" أيضاً قابلة للتطوّر، وقد تجرى مباريات في وقت لاحق، ليتبارى الأشخاص الأكثر قدرة وتفنّناً في استعمالها. لحسن الحظ أنّ سعرها مقبول. وإن يكن، لماذا "يُجبر" الأهل على شرائها تحت تأثير "الضغط الاجتماعي" و"التريند"؟ هل سألوا أنفسهم إن كان ذلك جيّداً لأطفالهم؟ لكن "يقبرني... يريدها".

حتّى بعض المواقع التي تعرض بضائع بأسعار مخفّضة، عرضت "سبينر" بأقل من سعرها الحقيقي في السوق. وبعد ساعتين، بيعت كل "السبينرز"، حتى إنها بدأت تنفد من محال الألعاب. حدث هذا في لبنان، ويحدث في دول كثيرة.

أحد الباعة في محلّ للألعاب يوضح أن هذه اللعبة صنعت أساساً للأطفال الذين يعانون من التوحد، أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لكنها باتت في أيادي أطفال كثيرين. لكن بحسب مدير عيادة تعلّم الأطفال في قسم علم النفس في جامعة سنترال فلوريدا، د. مارك رابورت، فإنه ليس هناك دليل على ذلك. وبحسب دراسة أعدها في عام 2015، فإن الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والذين شاركوا في أنشطة تشمل "حركة جسد شاملة"، كان أداؤهم أفضل من أولئك الذين جلسوا، أثناء قيامهم بأعمال تتعلق بالذاكرة.

لا أدلة إذاً. هي "تريند". ولن تكون "سبينر" المنقذ لمرضى التوحد أو غيرهم. إحدى الطفلات البريطانيات التي تعاني من التوحد، والتي تقول والدتها إن اللعبة ساهمت في الحد من توترها، سألت: "هل بات جميع الأطفال يعانون من التوحد"؟. على الأرجح، فإنهم يعانون من "التريند".


دلالات

المساهمون