مدارس حلب الشرقية… 100طالب في الصف الواحد

مدارس حلب الشرقية… 100طالب في الصف الواحد

02 أكتوبر 2017
تلاميذ لا يجدون مقاعد يجلسون عليها (فرانسيسكو ليونغ/فرانس برس)
+ الخط -
تعاني مدارس المرحلة الابتدائية في الأحياء الشرقية من مدينة حلب، الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، من ازدحام غير مسبوق داخل الصفوف جعل الإدارات والمدرسين عاجزين عن التعليم وتسيير الدروس. فسبق لتلك المدارس أن تعرضت لقصف الطيران السوري خلال السنوات الماضية وهُدمت أقسام كبيرة منها، قبل أن يسيطر النظام على الأحياء الشرقية بداية العام الجاري.

تقول رندة وهي معلمة للمرحلة الابتدائية في حلب: "بعد أسبوع من افتتاح المدارس فوجئت بقرار نقلي إلى إحدى المدارس في الأحياء الشرقية. أول يوم بدأت الدوام فيه أدركت الكارثة. المدرسة نصفها مهدم وبقي فيها أربعة صفوف فقط، أحدها خصص للإدارة".

وتتابع "دخلت إلى الصف الذي تسلمته فوجدت فيه 98 طالباً، استغرق الأمر أكثر من ربع ساعة بمساعدة المدير لتهدئتهم وعدّهم، كنت عاجزة تماماً عن السيطرة على الصف، أو إعطاء أي محتوى تعليمي".

وتضيف "نصف الطلاب كانوا يجلسون على المقاعد والآخرون على الأرض. تقدمت باعتراض فوري وطلبت توزيع الطلاب على صفين، وجاءني الرد سريعاً بأن علي الانتظار، إلى حين صيانة بقية الصفوف وشراء مقاعد إضافية، فالمقاعد الموجودة لا تكفي إلا نصف عدد التلاميذ".

ويوضح الأستاذ، ملهم جبور، أن "كل الصفوف الابتدائية في مدينة حلب عامة تتخطى حد استيعاب الصف وهو بين 30 و35 طالباً، إذ يصل عدد الطلاب في معظم الحالات إلى 45 أو 50، وهذا الواقع منذ سنوات، أما اليوم فالمدارس في الأحياء الشرقية تعاني الأسوأ إذ يصل عدد الطلاب في بعض الصفوف إلى أكثر من 100 طالب".





ويضيف "السبب في هذا الازدحام هو فتح خمس مدارس في هذه الأحياء هذا العام، نصفها افتتح جزئياً، من أصل ما يقارب 40 مدرسة كانت موجودة في الأحياء الشرقية قبل التدمير، كما لا يسمح للطلاب الذي يسكنون في هذه الأحياء بالتسجيل في أحياء أخرى، عدا عن أنها بعيدة جداً عن مكان إقامتهم".

ويتابع "قبل دخول الطلاب إلى المدرسة توقعنا هذه الأزمة، وطلبنا إجراء صيانة سريعة للصفوف المتضررة، ثم علمنا أن الأمر مرتبط بقرارات يونيسيف التي ستتكفل بالصيانة والتجهيز، وأن حكومة النظام تتهرب من مصاريف إعادة التهيئة وتنتظر المال من الأمم المتحدة لإنجاز عمليات تأهيل المدارس"، لافتاً إلى أن "كل ما تم تجهيزه حتى اليوم من مقاعد وكتب وشحنها وتوزيع الحقائب المدرسية كان بتمويل تام من منظمة يونيسيف، وتنفيذ الهلال الأحمر السوري وليس حكومة النظام".

ويردف "رغم عدم مسؤوليتنا كمدرسين عن هذا الحال، فإننا نتحمل التبعات الأكبر، فمهمة ضبط الصف صارت شبه مستحيلة، والفائدة التي يتحصل عليها الطالب قليلة جداً عدا عن أننا من يوضع في الواجهة أمام الأهالي، أعتقد أني بعد أسبوعين من الدوام سأكون قد بذلت جهداً يعادل جهود فصل دراسي كامل".

وتقول أم محمد، وهي أم لطفلين وتعيش في حي هنانو: "ذهب ولداي يومين فقط إلى المدرسة وامتنعا بعد ذلك. قال لي ابني عند عودته إنه لم يجد له مكاناً للجلوس في الصف، وتعب من الوقوف، ذهبت إلى المدرسة في اليوم التالي، فقال لي أحد المدرسين صراحة، خذيهما إلى البيت وأعيديهما بعد أسبوعين، فربما يكون الوضع قد تحسن حينها".

دلالات

المساهمون