عراقيون يأكلون اللحم للمرة الأولى منذ أشهر

عراقيون يأكلون اللحم للمرة الأولى منذ أشهر

14 سبتمبر 2016
عيد الأضحى مناسبة لمساعدة النازحين (فيسبوك)
+ الخط -
مع استمرار موجات النزوح العراقية من مدن شمال وغرب البلاد للعام الثالث على التوالي، تزداد المأساة الإنسانية في مخيمات النزوح وسط اتهام الحكومة بإهمال ملف النازحين، وعجز الأمم المتحدة عن توفير كافة احتياجاتهم.


وجاء عيد الأضحى بمثابة الفرصة لمئات الآلاف من القاطنين في الخيام، ومعسكرات النزوح، لتذوق اللحوم للمرة الأولى، بعد توفير عدد من المنظمات المحلية ورجال الأعمال الأضاحي لهم.

وأقدم ناشطون وفرق تطوع ومتبرعون على توزيع لحوم الأضاحي على مخيمات النازحين مع دخول عيد الأضحى، في حملة جديدة ضمن سلسلة حملات لإغاثة النازحين.

ويقول الناشط عادل الدليمي "مع اقتراب العيد بدأت حملة لجمع التبرعات، هدفها توفير لحوم الأضاحي للنازحين في المخيمات الذين لم يتذوقوا طعم اللحم منذ شهور طويلة، وفعلاً قمنا بتوزيع ما تم جمعه من لحوم الأضاحي عليهم".

ويبيّن الدليمي لـ"العربي الجديد" أن جولاتهم بين النازحين "كشفت أن وجوه بعض النازحين شاحبة مصفرة بانت فيها عظام الوجه بسبب الجوع وسوء التغذية، وإهمال الأمم المتحدة والحكومة العراقية لهم بشكل واضح وغير مقبول".

ويقف النازحون في المخيمات في طوابير طويلة عند وصول المساعدات الإنسانية التي يحملها إليهم متبرعون وناشطون ومنظمات إنسانية مدنية، للحصول على شيء من تلك التبرعات لعلها تسد جوعهم.





ولا يتوقف الأمر على الطعام، بل شمل حتى مياه الشرب التي يصطف النازحون في طوابير طويلة للحصول على بعض لترات منها لا تكفي حاجتهم.

يقول النازح حسن فلاح (51 عاماً): "نعيش حالة مأساوية بمعنى الكلمة، فلم نعد نعرف طعم اللحم بل نسيناه أصلاً، ومع دخول ساعات العيد الأولى لاحظنا تجول عدد من الناشطين بين المخيمات، ووزعوا لحوم الأضاحي علينا".

ويتابع "لو كانت الحكومة العراقية والأمم المتحد تعملان كما يعمل الناشطون والمنظمات المدنية لتغير حالنا إلى الأفضل بكثير، ولما كنا نعيش هذه المأساة الإنسانية. وعلى الحكومة أن تخجل من نفسها، وكذلك الأمم المتحدة مما يحصل لنا في مخيمات النزوح".

حملة توزيع اللحوم جاءت ضمن حملات عديدة أخرى، أطلقها ناشطون وإعلاميون على مواقع التواصل الاجتماعي لإغاثة النازحين في المخيمات.

الناشط والإعلامي عامر الحلبوسي يقول إن "الحملات الشبابية على مواقع التواصل الاجتماعي أنقذت الكثير من النازحين، واستطاعت إيصال صوتهم وكشف معاناتهم الحقيقية". ولفت إلى انطلاق حملات عدة منها حملة لجمع الملابس، وأخرى لجمع الأدوية وغيرها، ثم حملة توزيع لحوم الأضاحي لهذا العيد".

المتخصص في أنظمة التغذية البشرية سامر المعموري يشير إلى أن "الحكومة العراقية والأمم المتحدة مقصرتان بشكل كبير جداً تجاه النازحين، إذ أن معظمهم أصبحوا يعتمدون على الحشائش في طعامهم، ولم يذوقوا اللحم منذ شهور طويلة ما أثر كثيراً على صحتهم، وأصيب أغلبهم بأمراض سوء التغذية".

ويتابع المعموري "يجب أن تتكفل الحكومة العراقية بتوزيع ما يحتاجه النازحون من الغذاء، وخاصة اللحوم على الأقل لمرة واحدة في الأسبوع، لمنع إصابتهم بأمراض سوء التغذية التي انتشرت بشكل مخيف في مخيمات النزوح".



المساهمون