"العفو": عنف وانتهاك واستغلال للمهاجرين عبر ليبيا

"العفو": عنف وانتهاك واستغلال للمهاجرين عبر ليبيا

02 يوليو 2016
مهاجرون ضحايا عصابات التهريب والمتاجرين بالبشر (فرانس برس/ GETTY)
+ الخط -



كشفت منظمة "العفو" الدولية تفاصيل مروعة عن عنف جنسي وأعمال قتل وتعذيب واضطهاد ديني تحصل على طرق التهريب إلى ليبيا وعبر أراضيها.

وأوضحت المنظمة، في تقرير نشرته اليوم السبت، أن ما لا يقل عن 90 لاجئاً ومهاجراً في مراكز الاستقبال في بوغليا وصقلية ممن نجحوا في عبور المتوسط من ليبيا إلى جنوب إيطاليا في الأشهر القليلة الماضية، تعرضوا للانتهاك من جانب المهربين والمتاجرين بالبشر، وعصابات الجريمة المنظمة، والجماعات المسلحة.

وقالت مغدالينا مغربي، النائبة المؤقتة لمدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "العفو" الدولية: "من التعرض للاختطاف إلى الحبس تحت الأرض أشهراً، والتعرض للانتهاك الجنسي من جانب أعضاء الجماعات المسلحة، إلى التعرض للضرب أو الاستغلال أو إطلاق النار من جانب المهربين والنخاسين أو العصابات الإجرامية، ويصف اللاجئون والمهاجرون بتفصيل مروع الأهوال التي أجبروا على خوضها في ليبيا".

وتقدّر المنظمة الدولية للهجرة أنه يوجد حالياً في ليبيا أكثر من 264 ألف مهاجر ولاجئ. وطبقاً لمفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يبلغ عدد المسجلين من اللاجئين وطالبي اللجوء نحو 37 ألفاً و500 لاجئ نصفهم من السوريين.

وأضافت مغربي: "على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لضمان عدم اضطرار المهاجرين إلى الفرار إلى ليبيا أصلاً. وعلى الاتحاد الأوروبي وحكومات العالم أجمع أن تعمل على زيادة عدد أماكن إعادة التوطين والتأشيرات الصادرة لدواع إنسانية من أجل اللاجئين المستضعفين الذين يواجهون مشاق بالغة، مع ضآلة حجم الفرص المتاحة أمامهم".

كما دعت "السلطات الليبية لاتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة سيادة القانون وحماية حقوق اللاجئين والمهاجرين"، لافتة إلى أن حكومة الوفاق الوطني التي تحظى بدعم دولي تعهدت باحترام وتعزيز حقوق الإنسان، لذا من واجبها أن تقدم المسؤولين عن هذه الجرائم المقيتة للمحاسبة".




ونقلت المنظمة شهادة أحمد، وهو صومالي عمره 18 عاماً، عن رحلته الشاقة عبر الصحراء من السودان إلى ليبيا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 بقوله: "متى وصلت إلى ليبيا يبدأ الصراع. فعندئذ يبدأون في ضربك". وقال أحمد إن المهربين رفضوا إعطاءهم الماء، بل أطلقوا النار عليهم عندما توسلوا طلباً للماء من أجل جماعة من الرجال السوريين كانوا يلهثون عطشاً".

وقال أحمد: "مات شابان سوريان، فاستولى المهربون على مقتنياتهما ولم يسمحوا بوقت كاف لدفنهما.

وحكى باولوس، وهو إرتيري (24 عاماً)، سافر عبر السودان وتشاد حتى وصل إلى ليبيا في إبريل/ نيسان 2016، كيف "تخلى المهربون عن رجل معاق في الصحراء، ورموه من الشاحنة وكان لا يزال حياً".

وجمعت المنظمة نحو 16 شهادة عن العنف الجنسي من الناجيات ومن شهود العيان، إضافة إلى شهادات من عاملين طبيين واختصاصيين نفسيين واجتماعيين بثلاثة مراكز استقبال زارتها في صقلية وبوغليا، وكانوا قد تلقوا بلاغات من نساء عن تعرضهن للعنف الجنسي خلال الرحلة. كما أشاروا إلى أن مهاجرات ولاجئات يستعملن وسائل منع الحمل قبل بدء الرحلة خوفاً من الاغتصاب.

ولفتت المنظمة إلى شهادات كثيرين بأن المهربين أسروهم لابتزاز أهلهم طلباً لفدية. وكانوا يحتجزونهم في ظروف يرثى لها، وغالباً ما تكون في غاية القذارة، ويحرمونهم من الطعام والماء، ويضربونهم ويتحرشون بهم، ويهينونهم على نحو مستمر.

وأشار التقرير إلى مساعي "تنظيم الدولة الإسلامية" والجماعات المسلحة الموالية له إلى فرض تفسيرها للشريعة الإسلامية، وجعل الرعايا الأجانب، خصوصا المسيحيين منهم، معرضين لخطر الانتهاك وجرائم الحرب المحتملة على نحو متزايد.

المساهمون