داريا.. 2000 طفل تحت الحصار منذ 3 سنوات

داريا.. 2000 طفل تحت الحصار منذ 3 سنوات

06 ابريل 2016
أطفال داريا وسط ركام منازلهم المدمرة (GETTY)
+ الخط -
حاصرت قوات النظام السوري مدينة داريا في الريف الغربي للعاصمة دمشق، منذ أكثر من ثلاث سنوات، ما أوقف حياة آلاف المدنيين عند تلك اللحظة، خاصة الأطفال الذين عاش كثير منهم لسنوات في الأقبية، وبين ركام المنازل المدمرة، محرومين من أبسط حقوقهم في التعليم والغذاء واللعب.


وقال عضو المكتب الإعلامي بالمجلس المحلي في مدينة داريا، شادي مطر، لـ"العربي الجديد"، إن في المدينة اليوم أكثر من ألفي طفل تحت سن الخامسة عشرة، محاصرين منذ أكثر من 3 أعوام، عاشوا معظم أوقاتهم في الأقبية، في محاولة لدرء خطر القصف، في حين لا تغيب أصوات الانفجارات وأزيز الرصاص عن أسماعهم، حتى أنهم أصبحوا يميزون أنواع الأسلحة التي تقصفهم".

وتابع "النظام لم يحاصر داريا فقط بل عمل على حرمان الأهالي من جميع مسوغات الحياة، كما حرم الأطفال من أبسط حقوقهم فمنع عنهم الغذاء والدواء اللازم، وخاصة اللقاحات، كما منع عنهم التعليم فتوقفت المدارس وقصفت، ليقتصر التعليم على مبادرة عدد من أبناء المدينة بإشراف المجلس المحلي، في محاولة منهم لمتابعة الأطفال تعليمهم، حيث كانت المدرسة تقتصر على ساعتين من التدريس مساء كل يوم في أحد الأقبية، يتعلمون فيها المواد الأساسية"، مضيفا أن "الأطفال يعانون أيضا من شح توفر القرطاسية والكتب المدرسية".

ولفت إلى أن "حياة الأطفال في داريا لم يعد بها شيء يذكر من الترفيه، فهي مختزلة ما بين القصف والموت، متحملين كل الضغوط التي تعاني منها الأسرة، من جوع وخوف إلى مآسي الموت، الذي أصبح جزءا أساسيا من الحياة اليومية للأسرة".

وتذكر تقارير أن استمرار حياة أكثر من 8 آلاف مدني في داريا رغم الحصار الخانق، يعتمد على ما يدخل عن طريق التهريب عبر بعض حواجز النظام مقابل دفع مبالغ كبيرة، إضافة إلى بعض المواد التي يتم تهريبها إلى داخل الحي".


وبين مطر أن "هدنة وقف الأعمال العدائية في سورية، لم يعلن عن تطبيقها بشكل رسمي في داريا، بسبب رفض النظام أن تشمل الهدنة المدينة، متحججا بوجود تنظيم جبهة النصرة فيها، رغم تأكيد الفصائل المعارضة المسلحة والناشطين بداخلها عدم تواجد الجبهة بداخلها".
ورغم أن الجبهة لم تعلن أي بيان من المدينة، إلا أن الهدنة أتاحت الفرصة أمام الأهالي والأطفال أن يخرجوا من الأقبية خلال النهار، حتى أن الناشطين في التعليم زادوا ساعات تدريس الأطفال لتصبح من الساعة السابعة حتى الثانية عشرة ظهرا، كما أنهم أصبحوا قادرين على اللقاء واللعب مع بعضهم البعض".

وقال "رغم التحسن المحدود للأوضاع في ظل وقف الأعمال العدائية، إلا أن هذا لا يغني عن فك الحصار والسماح بإدخال المواد الغذائية والطبية، وإخلاء الحالات الإنسانية، وتحييد مناطق المدنيين عن العمليات العسكرية، إلا أن هذه المطالب لم تلق أي تجاوب من النظام والمليشيا الموالية له، رغم المناشدات العديدة من المدنيين الموجهة للمجتمع الدولي والمنظمات الأممية والإنسانية والقانونية، والتي سبق أن قدمت عدة وعود، لكنها لم تف بأي منها إلى الآن".

ويرى متابعون أن لمدينة داريا وضعا خاصا بالنسبة للنظام، جراء قربها من مطار المزة العسكري، والذي يعتبر قاعدة جوية مهمة للنظام إضافة إلى وجود مقر للفرقة الرابعة بداخله، والمخابرات الجوية، وقربها من منطقة المزة بدمشق، إضافة لوجود مقام ديني داخل المدينة، له أهمية عقائدية لدى الإيرانيين و"حزب الله" اللبناني الذي يقاتل إلى جانب النظام منذ سنوات.

يشار إلى أن القوات النظامية تحاصر أكثر من مليوني مدني، معظمهم في مناطق بدمشق وريفها، يعيشون في ظروف إنسانية سيئة للغاية، ما جعل العديد من الناشطين والجهات المعارضة تحذر من حدوث كارثة إنسانية، بعد أن قضى عشرات الأشخاص، معظمهم من الأطفال والنساء، نتيجة الجوع ومضاعفاته في جنوب دمشق ومعضمية الشام ومضايا.

المساهمون