السعودية: برنامج خاص لوقف حوادث المعلمات

السعودية: برنامج خاص لوقف حوادث المعلمات

28 ديسمبر 2016
مساعٍ سعودية لحماية المعلمات من الحوادث المميتة (العربي الجديد)
+ الخط -
بدأت وزارة التعليم السعودية تتحرك بشكل جاد للحدّ من الحوادث التي تتعرض لها المعلمات المغتربات في المناطق النائية، من خلال تدشين برنامج خاص لنقلهن عبر شركة تطوير للنقل، وهو البرنامج الذي تم الإعلان عنه قبل عامين.

وأكد وزير التعليم السعودي، أحمد العيسى، أن البرنامج الجديد "جاء لتخفيف معاناة المعلمات المغتربات وإيجاد نقل مناسب وأكثر أمنا لهن".

ولم تكشف الوزارة عن تفاصيل البرنامج، غير أن مصادر "العربي الجديد" أكدت أنه سيقوم بتوفير حافلات لنقل المعلمات لمدارسهن في المناطق النائية، وسيستهدف في المرحلة الأولى نحو ستة آلاف معلمة، على أن يتم توسيع البرنامج لاحقا.

وتعاني أكثر من 36 ألف معلمة في السعودية للوصول إلى مدارسهن التي تقع في القرى البعيدة عن المدينة في السادسة والنص صباحا، والعدد في ازدياد، بسبب تركيز الوظائف الجديدة على المناطق النائية، وتقضي بعضهن في الطريق ذهابا وإيابا أكثر مما يقضينه في فصولهن.

وكشفت دراسة أجرتها شركة متخصصة في التعليم، أنّ متوسط المسافة التي تقطعها المعلمات المغتربات للوصول للمدارس تصل إلى 70 كيلومترا، وتنفق المعلمة الواحدة في المتوسط نحو 2000 ريال شهريا على النقل، وهو ما يعادل 23% من أصل راتبها، غير أن الخطر يتجاوز المبالغ الكبيرة التي يحصل عليها السائقون إلى الحوادث التي تزايدت بشكل كبير في الأشهر الماضية.


وأظهرت دراسة أجراها المرور السعودي، أن أكثر من 6.8% من ضحايا الحوادث المميتة في السعودية من المعلمات المغتربات، وهو ما تحاول وزارة التعليم الحد منه، ففي الشهر الماضي فقط، تعرضت 38 معلمة لحوادث كبيرة، أدت إلى وفاة 12 منهن.

وتكمن أسباب الوفيات المرتفعة بين المعلمات، في ضعف الرقابة على سيارات النقل الخاص وعدم الحزم في إيقاف السيارات المخالفة لاحتياطات السلامة، والسماح لها بالاستمرار في العمل، كما توصلت لجنة مشكلة من وزارتي التعليم والنقل إلى أن 56% من مركبات نقل المعلمات والطالبات غير صالحة، وأن 22% منها تجاوز عمر إطاراتها أربع سنوات على الأقل.

وقال الكاتب الصحفي عثمان الخويطر، عن حوادث المعلمات المغتربات "أصبح من الأمور الاعتيادية أن تسمع عن حادثة مرورية راح ضحيتها عدد من المعلمات الشابات وهن في طريقهن إلى مقار عملهن في إحدى القرى النائية، ثم ننسى ما حدث، حتى نفاجأ بعد زمن قصير بحادثة أخرى، وهكذا يسير الحال ببناتنا وهن يؤدين واجباتهن كجزء من المواطنة الصالحة وكسب المعيشة".

وشدد الخويطر على أن الوضع كان فيه كثير من عدم المبالاة، ثم أضاف: "لدينا مركبات نقل متهالكة، وطرق معظمها تحت المستوى المقبول، ودوام يبدأ قبيل صلاة الفجر، وسائق قد لا يكون أخذ قسطا وافرا من النوم قبل الرحلة اليومية المبكرة، وعدم التزام بربط حزام السلامة، هذا إذا كان في المركبة مقاعد، وليس فقط مساحة للجلوس، وعدم إمكانية تحديد السرعة من قبل المرور".

من جانبه، أوضح المختص في النقل، محمد أبو عباه، على أن التحرك الأخير لوزارة التعليم سيحل جزءا كبيراً من المشكلة، وقال لـ "العربي الجديد": "أكثر من نصف المركبات التي تستخدم لنقل المعلمات والطالبات غير صالحة وفي حالة سيئة، ولكن لا أحد يكشف عليها، لهذا تقع الحوادث المميتة بكثرة".

وتابع: "إضافة إلى سوء حال المركبة، لا يتقيد السائقون بالأنظمة المرورية، ويقودون مركباتهم المتهالكة بسرعة جنونية، وفي الفترة الأخيرة بتنا نشاهد مقاطع فيديو تظهر سائقين يقودون بسرعة 180 كلم في الساعة، مهددين حياة المعلمات".

ورأى أبو عباه أن "خطوة الوزارة ستحدّ كثيرا من الحوادث، فأن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا، ولكن الأهم هو الإسراع في التنفيذ، فأي تأخير سيعني المزيد من الأرواح التي ستُزهق على الإسفلت".

دلالات