مدارس إدلب وحلب تعلق الدوام لحماية تلامذتها

مدارس إدلب وحلب تعلق الدوام لحماية تلامذتها

15 نوفمبر 2016
القصف يستهدف المدارس يومياً (فيسبوك)
+ الخط -



تسعى مديرية التربية في محافظة حلب إلى إيجاد أماكن بديلة لتعليم التلاميذ بعد قرارها تعليق الدوام في المباني المدرسية التابعة لها في المدينة والريف، بسبب استهداف الطيران الحربي الروسي والسوري المدارس يومياً. وسبقتها في ذلك مديرية تربية حلب التي اتخذت إجراءً مماثلاً وعلقت دوام المدارس فيها مطلع الأسبوع الجاري.

وتهدف مديرية التربية في محافظة حلب إلى الحفاظ على سلامة الطلاب والمعلمين، والحرص على استمرار التعليم في أماكن بديلة عن الصفوف المدرسية المعتادة.

واستهدف الطيران الحربي خلال اليومين الماضين كلاً من الثانوية العامة والمجمع التربوي ومركز التأهيل والتدريب في الأتارب، ومدرسة أبو عبدة في ريف حلب الجنوبي، إضافة إلى مدرسة الشهيد نسيم خليل في بلدة كنصفرة، ومدرسة صالح الدو في مدينة خان شيخون.

وقال عمر الأسعد، وهو معلم متطوع في إحدى مدارس مدينة الأتارب في ريف حلب، لـ"العربي الجديد" اليوم الثلاثاء، إن "إقبال الأطفال على المدارس انخفض كثيرا عقب المجزرة التي نفذها النظام بحق الطلاب في حاس، وخلال الأيام الماضية كان الطيران الحربي يحلق في الأجواء وقصف مناطق عدة، فعزف الأهالي عن إرسال أطفالهم إلى المدرسة".


وأضاف "هناك مسؤولية كبيرة يتحملها مدراء المدارس ورعاة العملية التعليمية خوفاً من تعريض الأطفال للخطر، لذا يضطرون إلى تعليق الدوام تباعاً، ما ينعكس على عملية التعليم الهشة التي يتلقاها الطلاب هنا. نبذل جهوداً كي نجد أماكن أكثر أمناً حتى نعطي الدروس فيها".



ويعيش ذوو الطلاب تحت وطأة خوف دائم من أن يصاب أطفالهم بأذى أثناء تواجدهم في المدارس، خصوصاً بعد المجزرة المروعة التي ارتكبها الطيران الحربي في مدارس بلدة حاس في ريف إدلب الشهر الماضي. ويعزفون عن إرسالهم للمدرسة خوفاً على سلامتهم، الأمر الذي يهدد مستقبل هؤلاء الأطفال ويزيد المخاوف على مستقبل جيل متأخر علمياً.

وتقول هنا وهي أم لطفلين وتعيش في ريف إدلب "لم أرسل ولديّ إلى المدرسة منذ ارتكاب المجزرة، لن أغامر بحياتهم، منذ ذلك الحين لدينا حفلة بكاء صباحية، يصرون على الذهاب إلى المدرسة ولا يدركون وجود خطر، للأسف ليس لدى أطفالنا أي متنفس إلا المدرسة، فلا تلفاز ولا متنزهات ولا ألعاب".

وتضيف "لا يزال طفلاي في المرحلة الابتدائية، لكنهما متأخران في التعليم، أحاول أن أعوض لهما بدروس منزلية، لكنها لا تكفي، لا يزال ابني غير قادر على الكتابة الصحيحة رغم تجاوزه سنّ عشر سنوات".

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان استهداف الطيران الحربي الروسي والسوري 34 مدرسة ومركزاً تربوياً في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحده.



المساهمون