محمد ديب لم يحقق أحلامه... لكنه متفائل

محمد ديب لم يحقق أحلامه... لكنه متفائل

26 نوفمبر 2016
يحب عمله (العربي الجديد)
+ الخط -
شباب كثيرون حلموا، وكانوا يتوقّعون تحقيق أحلامهم قبل أن يصطدموا بالواقع. بعض هؤلاء أرادوا الحصول على شهادة جامعيّة والعمل والتأسيس لحياة كريمة. لكن في النهاية، وجدوا أنفسهم يعملون في محال تجارية وغيرها. محمد بسام ديب (22 عاماً) يعيش في مخيّم عين الحلوة في مدينة صيدا (جنوب لبنان). يتحدّر من مدينة حيفا في فلسطين. لطالما حلم بحياة أفضل من التي يعيشها اليوم، هو الذي أراد الحصول على شهادة جامعية.

ورغم الحياة الصعبة التي يعيشها، تراه يبتسم دائماً. وحتى لو حصل على شهادة جامعية، كان يخشى عدم التمكن من إيجاد فرصة عمل في ظل تفشي البطالة، بالإضافة إلى منع القانون اللبناني الفلسطينيين من مزاولة مهن عدة. على أيّ حال، لم يحصل على شهادة جامعيّة.

صحيح أنّه كان يذهب إلى المدرسة، إلا أن الحظّ عاكسه واضطر إلى ترك مقاعد الدراسة قبل الأوان، وساقه القدر إلى العمل في محل لبيع البن والبهارات في مدينة صيدا. في الوقت الحالي، بات يحب عمله ويتقنه، وقد اعتاد على حياته كما هي اليوم.

يقول محمد: "تركت المدرسة حين كنت في الصف الثامن أساسي. لم أكن كسولاً أو غير راغب في التعليم. على العكس، كانت علاماتي جيدة، ولطالما رغبت في متابعة تعليمي والحصول على شهادة جامعية، أو تعلم مهنة فأكون قادراً على تأمين مستقبل أفضل وبناء عائلة، لكن ظروفي لم تسمح لي بذلك". يضيف: "قبل سنوات، انفصل أمي وأبي. إثر ذلك اضطررت إلى ترك المدرسة لمساعدة أمي التي تعمل في مجال الخياطة في المخيّم". كان يدرك جيّداً أن والدته عاجزة عن تأمين احتياجات الأسرة لوحدها.

يتابع أن شقيقتيه أيضاً تركتا المدرسة، في ظل عدم قدرة والدته على تأمين مصاريفها، وتزوجتا صغيرتين. ويوضح أنه في البداية، كان والده يقدم لهم القليل من المال. "بعدما كبرنا وبلغنا السن القانوني، توقّف عن مساعدتنا، ولم نعد نراه إلّا مرة واحدة في الأسبوع".

يضيف محمد أن ما أتقاضاه لا يكفيني ولا يسد احتياجات المنزل. لكن لحسن الحظ أن البيت ملك لعائلته، وبالتالي ليس مجبراً على تأمين بدل إيجار المنزل. يضيف أن هذا الأمر يخفف الأعباء عنه. يضيف: "لطالما حلمت بأن أتابع تعليمي، من دون أن أتمكن من الأمر. في الوقت الحالي، آمل أن أتزوّج وأنجب أطفالاً". رغم أنه يعيش حياة مختلفة عن تلك التي حلم بها، إلا أنه ما زال متفائلاً بغد أفضل، ولو كان مختلفاً.

المساهمون